مفهوم الجمال لدى وحدات حماية المراة

نعيش في وقتنا الحالي ازمة في فهم مصطلح الجمال وطرحه او اتخاذه كموضوع ذو علاقة مباشرة مع الطبيعة, ففي وقتنا الراهن نجد النظم الرأسمالية تتسابق لحصر مقاييس الجمال في العمليات الجراحية ومقاييس الجسد وطرح مصطلح المرأة الجميلة والمرأة القبيحة وربط الجمال بالمساحيق والتي تقف ورائها الشركات الرأسمالية وهي المستفيد الأكبر من هذه العملية في حين تصبح المرأة الضحية والأداة التي يجمع بها هذا النظام الذكوري ثروته ويبني مجده على حساب تشويه كيانها.

اليوم تعد مقاييس الجمال المطروحة من قبل دول الغرب خاصة والدول المهيمنة بشكل عام هي السائدة فتركض النساء في دهاليز ودوامات الجمال الاصطناعي إلى الحد الذي تشابهت به نساء الشرق والغرب وإلى الحد الذي ضاعت خصوصية وجمال واصالة نساء كل شعب فتجد النساء يتشبهن ببعضهن وبشكل خاص يتخذن مقاييس الجمال الغربية موضة ويحاولن تقليدها. ازمة عمليات التجميل باتت أزمة جدية والمثير للاستغراب ان الدول التي بها حروب وتعاني من نقص في الموارد الاقتصادية هي أكثر الدول انتهاجا لهذه الموضة, فتجد في وقت انشغال العالم بحروب الشرق الأوسط تنشغل نساء الشرق الأوسط بمقاييس الجمال الصنعية وتحتار أي طبيب ستختار من أجل التشبه بالشخصية الفلانية على سبيل المثال لا الحصر والملفت للنظر أكثر توجه الرجال لعمليات التجميل اذ ان هذه النظم لم تعد تكتفي بجعل المرأة اداة مصالح فأصبحت تستهدف المجتمع بأسره.

ان منظور الجمال في نظر وحدات حماية المرأة مختلف كليا وذي اتجاهات مرتبطة بالطبيعة والحفاظ على الطبيعة الانسانية والخلقية للبشر على حد سواء, بالرغم من أنها إمرأة اختارت حمل السلاح إلا انها تختلف كليا عن الصورة الانطباعية للمرأة المقاتلة والمترسخة بمخيلة الناس وبأنها بمجرد ان تدخل عالم الحروب والدفاع فانها سوف تفقد انوثتها وكأنه شرط قد سنته القوانين السلطوية والتي لم تكن وليدة اللحظة بل تمتد لآلاف السنين, فكما تنكرت عشرات النساء بزي الرجال ليدخلن ميادين مختلفة كالطب والسياسة وغيرها من الميادين التي نسبت الى الرجال فقط, حيث كان عالما ذكوريا بحتا لا يحق لأي امرأة دخوله  لكن مع وجود نزعة الإرادة القوية لدى المرأة فقد كانت تدخله رغما عن الصعوبات الا ان الثمن كان باهظا كانت تتشبه بهم وتنتكر انوثتها وحقيقتها في سبيل تحقيق طموحاتها الانسانية.

فقد ارتسمت شخصية جان دارك المقاتلة في اذهاننا وكيف انها اثبتت للعالم ان المرأة تستطيع ان تكون مقاتلة ومدافعة ناجحة في الميادين العسكرية وايضا محاربات الامازون الاسطوريات كن يتخلين عن جزء من انوثتهن و ذلك باستئصال جزء من صدورهن ليصبحن قادرات على حمل السلاح ,ذلك لم يكن ضروريا و لكن كان تمردا يرد على احتكار الرجل  عالم الحماية لنفسه فقط وكونه كان يجد نفسه حاميا للمرأة وطبعا تلك الحماية كانت حجة لاستعبادها.

اليوم المرأة الكردية تبرز لتقلب كل الموازين والمقاييس للصورة المتداولة للمرأة وتنتقد المرأة المتشبهة بالرجال وتكسر قاعدة الاحتكار الذكوري للحماية وتظهر في الوسط لتثبت للمرأة نفسها قبل الرجل انها تستطيع ان تكون انثى مقاتلة بروح انثوية انسانية تكسر اغلال عبوديتها وقد اشتهرت واحدثت ضجة في العالم كونها كسرت الصورة التقليدية للمرأة المقاتلة, لتنضم اليها نساء من كافة انحاء العالم ولتصبح شرارة اعتراف اممي بها وكونها الصورة الحقيقية للمرأة التي كانت قد اخفتها وكبتتها خوفا من طغيان الانظمة الابوية ,كما تشبهت بها الشابات من مختلف انحاء العالم متأثرات بجمالها الطبيعي البعيد كل البعد عن مساحيق التجميل التي تخفي جمال المرأة الحقيقي وطرحت مفهوما آخر للجمال وبشكل خاص اشتهرت المراة في وحدات حماية المرأة بابتسامتها وجمال شعرها المضفور واصبحت صورها وهي تبتسم متداولة اعلاميا كطرح مفهوم حقيقي للجمال .حتى ان الكثير من الصحفيين باتوا يتساءلون عن سر تلك الابتسامة ونقلا عن قيادية في وحدات حماية المرأة انها تعرضت لهذا السؤال حيث سألها صحفي ما هي سر ابتسامتكن الدائمة, قالت طرح سؤاله و هو مذهول تماما لأرد عليه بابتسامة في جواب عفوي ينم عن طبيعية ابتسامتهن وكان الجواب المكتمن في الابتسامة انني ابتسم لأنني امرأة حرة .تؤمن وحدات حماية المرأة اينما وجدت الاخلاق وجد الجمال وكلا المفهومين يندرجان تحت مفهوم الحرية, فالمرأة الحرة في المجتمع الحر المحافظ على قيمه الاخلاقية الانسانية هي امرأة حرة و بالتالي يصبح المجتمع حرا. ان وحدات حماية المرأة تلخص مفهوم الجمال بانه ينطوي مع الاخلاق تحت علاقة متينة ازلية مع الحرية,

وكون المرأة في وحدات حماية المرأة تتبنى نهجا ايكولوجيا تجد نفسها جزءا لا يتجزأ من الطبيعة وبالتالي تجد نفسها مسؤولة عن حماية الطبيعة ومحاربة كافة محاولات تشويه الطبيعة وتغيير مساراتها وهذا ينطبق ايضا على طبيعة المرأة وهي تتعلم مفهوم الحماية من الطبيعة تلك الحماية التي تفتقدها المجتمعات الحالية كونها فقدت ذاكرتها الاخلاقية والسياسية تحت تأثير الهيمنة والصهر والابادة العرقية و كل محاولات الانظمة السلطوية القمعية.

المصدر : مجلة ypj star

 

شاهد أيضاً

الحرية ومفهومها العملياتي

هذا المصطلح الذي يعد مطلباً وحقاً كونياً –غريزياً, اذ يولد الإنسان حرا لينضج في مجتمعات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *