مهما حصل لن نخضع للعدو

تأسست جبهة حماية المرأة من أجل الشهباء في عام 2016 و تأسست من أجل حماية المنطقة من المرتزقة. وفي عام 2016 بدأت حملتنا نحن كجبهة حماية المرأة للشهباء وإلى جانبه جبهة الأكراد، وبدأنا بحملة تحرير الشهباء بداية من منطقة تل رفعت، كفر نايا وكفر ناصح، كان هدفنا كسر إرادة المرتزقة الذين يتمركزون في الشهباء.  لم نقبل بأن يمس المرتزقة بالشعب في الشهباء. في وقتها لم يقبل المرتزقة بظهورنا والذين كانوا يساندوهم من ناحية الذخائر وغيرها أمثال الاتراك ومرتزقي داعش و قوات أحرار الشام ولواء سلطان سليمان، و هاجموا شعبنا في الشهباء. دائما كانت الدولة التركية تساند هجمات المرتزقة على الشهباء. بداية حررنا منطقة تل رفعت التي كانت كمركز لهم و هناك كانت خنادقهم متمركزة بشكل جيدة وكانوا قد بنوا قرية تحت الأرض. فتحرير تل رفعت لم يكن سهلة واستشهدوا الكثيرين من الرفاق.

وقد استمرت تلك الاشتباكات في تل رفعت ثلاثة أيام وحررنا فيها مدينة تل رفعت. فكانت الأفكار وقتها بأن المرأة لا تستطيع أن تأخذ مكانها بين القوات العسكرية أو أن لا توجد امرأة تحارب ضدنا. ولكن نحن كجبهة حماية المرأة للشهباء شاركنا في تلك الحملات. عندما كانوا يسمعون صوتنا وزغاريدنا كانوا لا يتحملون ذلك، كانوا يخرجون ويصرخون. فأنهم لم يكونوا على ثباتهم. كانوا قد تدربوا على الهيروين. وكانوا  يهجمون بوحشية كبيرة و لأنه ليس لديهم هدف معين كانوا يتقدمون وهم لا يعرفون ماذا يفعلون و لم يكونوا يتقدمون بإرادتهم. كانت توجد ثلاث رفيقات كانوا يريدون الإمساك بهن وهن أحياء ولكن إرادة المرأة كانت أقوى بكثيرة من أن يتمكنوا من الامساك بالرفاق . فكلما كنا نحرر قرية من أياديهم كنا نزرع الخوف والرعب في قلوبهم ولم يكون باستطاعتهم المقاومة أمام قواتنا، خاصة عندما كان يُقتل أحد من قاداتهم لم يكونوا يعرفون ماذا سيفعلون .بينما نحن عندما يستشهد أو يصاب أحد من رفاقنا فاننا نستمد القوة والمعنويات منه ويزداد من إرادتنا من أجل الانتصار على الأعداء. كان هناك الرفيق شاهين الذي استشهدا هناك و الذي كان قيادياً عظيماً استشهد بين أحضان الشهباء لترتوي تلك الأرض من دمائه الطاهرة ،كانت إرادته قوية جداً لم يكن يسمح للمرتزقة بأن يعيشوا على الأرض المقدسة.

وفي نفس العام كنا قد خططنا بأن نبدأ بحملة الباب لكي نوصل كوباني وعفرين ونوحد المقاطعات. فالدولة التركية لم تقبل بهذا كانت دائماً تقول بأننا لا نقبل وهذه الأماكن، أماكننا فيعيشون التركمانية هناك ولدينا الحق بأن لا نجعل أحد يدخل الى الشهباء. ونحن كنا كقوات حماية لهذه المناطق وكجبهة حماية المرأة للشهباء بدأنا بحملتنا من جديد. هناك كنا قد انضممنا الى الحملة كمجموعة خاصة بالرفيقات. كنا ثمانية رفيقات و كانت إرادتنا اقوى من اي شيء . فالهجمات على لواء سلطان المراد وأحرار الشام كانت بمثابة الهجمات على مرتزقة داعش. لم يكونوا يعرفون سوى الصراخ والتكبير ولم يعرفوا شيء أخر.

حررنا بعض من القرى ووصلنا الى قرية الوردية الى ذلك الحين كانوا قد هجموا علينا بالدبابات والهاون وغيرها من الاسلحة. وقتها خرجنا من مكاننا وقلنا بان نحمي أنفسنا لأن وقتها ولأول مرة كانوا قد استعملوا الطائرات وقصفنا وكانت تلك الطائرات تابعة للدولة التركية. عندما توزعنا رأينا الطائرات أتت وقصفتنا وكانت طائرات تركية وكانت بمساندة روسية. وقتها كثير من الرفاق الذين لهم مكانة خاصة استشهدوا وكانوا ذو وقفة عسكرية، ذو إرادة قوية، كان لديهم رفاقية لم يتخيله العقل وكنا تلك المجموعة في الكتيبة سويةً. عندما استشهدوا الرفيقات بقينا فقط ثلاثة رفيقات من تلك المجموعة. فكانت بيننا الرفيقة أيلول أيضاً انضمت الى المجموعة كإعلامية في وحدات حماية المرأة. الرفيقة أيلول كانت تعرف بوقفتها وضحكتها وارادتها. كانت دائماً معنا كانت تعطينا المعنويات والقوة للرفاق وكانت تقول بأنكن كرفيقات يجب ان تخرجوا قوتكن أكثر فأكثر وأن تهزموا العدو وأنه  سيهزم العدو بقوة المرأة. فالرفيقة أيلول كانت وقفتها بهذا الشكل، كانت تساعد الرفاق دائماً وكانت تحمل حمل وذخائر الرفاق وبجانبها كانت تعطي المعنويات. عندما كنا نصل الى مكان ما فكانت على الفور تجهز الطعام والماء للرفاق وتذهب للحراسة بدلاً من الرفاق

واستشهدت الرفيقة أيلول بهجمات الطائرات الحربية للجيش التركي. فكانت هدف تلك الطائرات بأن تعيق تقدمنا هناك . فرائوا بأن لا يستطيعون إيقافنا بالدبابات والهجمات والهاون والسلاح الفردي وتكبيراتهم لم يستطيعوا الانتصار ولم ينتصروا بهذا الشكل ، فبدأ بالهجوم بالطائرات الحربية. فكان هدفنا هو أن نحرر الجسر وأن نفتح الطريق ما بين ثلاث مقاطعاتنا. وكان هدفهم  إعاقتنا.

وليس فقط أردوغان لا يريد ان ينتصر الأكراد. ولم يريد أن يتقدم فكرتنا  ، فكرة الإدارة الذاتية. فكانت هناك الكثير من المكونات العرب والتركمانية  و كانت الطائرات تقصف منازل المدنيين. فهناك استشهد 27 جراء قصف الدولة التركية للشهباء. هدفه هو أن يوقفنا ولكن ما ظهر كان على عكس الهدف الذي يتخيلونه وهذه الهجمات جعلت من إرادتنا أقوى بكثير من قبل وتكبر أهدفنا لنتقدم أكثر فأكثر. وقتها بقينا فقط ثلاثة رفيقات مصابات والرفاق الأخرين جميعهم استشهدوا وأنا أيضاً كنت قد أصبت حينها  . فعندما تصاب لم تفكر بشيء فمن أجل وطننا وكرامتنا و الوطن سنفديه بأرواحنا التي لا نملك أعلى منها . وإلى الأن تهددنا بأنها ستقصف المناطق التي حررناها ، ولكن نحن كقوة جبهة حماية المرأة للشهباء وبجانبها قوة جبهة الأكراد ونحن كأولاد تلك المنطقة وذلك الشعب لم نقبل بأن يخرج شيئاً كهذا. ففي المجتمع والعالم بأجمعه لا يقبلون فكرة أن المرأة أيضاً باستطاعتها المحاربة أمام قوة بهذه الوحشية. ولكن نحن كقوة المرأة عندما خرج قوة كهذا وخطينا خطوة كهذا فكانت صدمة للعالم أجمع لأنهم كانوا ينظرون الى المرأة بعين صغيرة أنهم لا يستطيعوا حمل السلاح والمحاربة وهم بدون إرادة وقوة.

ولكن الخطوة التي خطينها كانت خطوة تاريخية وغيرنا كل هذه الأفكار. فهناك كنا ومجموعة خاصة بالرفيقات كانت من بيننا كل من الرفاق أفيندار، ديرسم، روكان، أيلول وخويندا. فأولئك الرفيقات وقفتهم العسكرية كانت مختلفة جداً. فالرفيقة روكان كانت تعرف بروحها الطفولية لم تكن قد تستطيع ان تقف في مكان معين من كثرة الحركة وكانت تشبه اسمها تماماً تضحك دائماً وكانت قد لا تهاب ولا تخاف ولم تتردد أبداً وفدت بنفسها من أجل رفاقها. كانت تمر بصعوبات في الحياة ولكن الخطوة التي خطتها هناك والإرادة التي خرجت من قبل الرفيقة روكان كانت كبيرة جداً. رغم صغر عمرها كانت تستخدم BKC ومساعدتها كانت الرفيقة خويندا وكانا لم يقبلا بأي شيء ويقولان بأننا نحن بهذا العمر نستطيع أن نحمل هذا السلاح. فالرفيقة روكان عندما كنت تضرب بالسلاح كانت ذي حقد كبير أمام العدو. الشهيدة خويندا أيضاً كانت نفس الشيء فلم تتوقف ضحكاتها فكلما كانت تطلق طلقة كانت تزغرد معها وتضحك. فكل واحدة منا ليست عاشقة لقتل الانسان ونحن لسنا قوة يعشقون الحرب او القتل ولكن أن خرج شخص امام ارادتنا كشعب مظلوم ليس فقط سنحارب بل سنفعل كل ما بوسعنا لكي نتحرر. فكانت وقفة الرفيقة خويندا بهذا الشكل أن كانت عيني تفعل هذا فسأقلع عيني فقط أريد أن أثبت ذاتي وألعب دوراً بارزاً في هذا

الرفيقة أفيندار في الكتيبة كانت سائقة سيارة الكتيبة ، بداية الرفاق لم يتركوها أن تأتي الى الحملة ولكن أصرت الرفيقة أفيندار وقالت بأنني أستطيع ان أذهب وألعب دوراً بارزاً في الحملة وكامرأة لدي قوة وإرادة، فعندما ذهبت لم نكن تعرف أنها هذه هي الرفيقة أفيندار. كانت رفيقة حساسة وقد كبرت في المنزل على هذه العادة ولكن في تلك الجبهة إرادتها تفوق الخيال. فالرفيقة أفيندار كانت تنظر إليك تعرف ماذا تريد ان تقول او تفعل. والشهيدة ديرسم كانت المسؤولة عن الفصيلة في الكتيبة و على الرغم من انها كانت المسؤولة الا انها لم تكن ترى نفسها أقل أو أعلى من الرفاق الذين معها وكانت تعرف بمعنوياتها ومساعدتها وإعطاء المعرفة للمقابل وكانت تجمع ما حولها دائماً و تعطي القوة كامرأة، وكيف يجب علينا أن نتقدم ونتحرك وكيف نخرج إرادتنا في الحياة والحرب أمام هذه الذهنية، وكيف يحاربن أمام الذهنية الذكورية فعلاً كنا نأخذها مثلاً لنا. وهي التي اقترحت بان نذهب كمجموعة خاصة بالرفيقات ونلعب دورنا في الحملة. فالرفيقة ديرسم كانت تفكر بفكرة أن المرأة تستطيع أن تحارب بدون رجل و انها بإرادتها تستطيع تحطيم القاعدة التي تقول بان المرأة لا تستطيع تحقيق شيء بدون الرجل . أخر مرة رأيت فيها الرفيقة ديرسم كانت هناك عندما ذهبت لكي أجلب الماء من عندهم نسيت أن هناك قناص العدو فالرفيقة ديرسم نبهتني بأن احترس من ذلك، كانت تقارباتها حسب الرفاق لأنها كانت تفهم بجميع الرفاق فلم تكن تقارباتها لي مثل رفيقة ثانية. الرفيقة أيلول أيضاً كانت كذلك فأنها كانت لم تحارب فقط بسلاحها بل أنها كانت تحارب بكاميرتها أيضاً وكانت تريد دائماً تصوير الرفاق وكانت تصور جميع فعاليات الرفاق كانت تريد أن تخرج حقيقة المرأة في تلك الجبهات وخاصة كجبهة حماية المرأة للشهباء. ولكن العدو ظهر ضد حقائق هؤلاء الرفاق لذا فعندما قصفنا الطائرات الحربية استشهدوا الرفاق بروح فدائية وإرادة قوية وحاربنا حتى الرمق الأخير من حياتهن.

الإرادة التي ظهرت هناك كانت على عكس ما تخيله العدو فكان هدفهم أن يضعوا لنا حدود ولكن تلك الهجمة جعلتنا أقوى من ذي قبل فتصلبت إرادتنا ومقاومتنا عزيمتنا أكثر وقلنا أن كنت تريد القصف بالطائرات أيضاً نحن جاهزين ولن نخضع لك ابداً ولن نهابك ولن نتوقف. وحتى أن بقي واحد منا سنحارب أمام ذلك العدو. ولكن قوة العدو التي خرجت هناك انكسرت ولم يكن باستطاعته أن يهجم مرة أخرى. والأن بعد سنتين يعاد هذا الشيء مرة ثانية، ويريد أن يكسر من تلك الإرادة والعزيمة ولكن نحن قوة قد كبرنا على هذا الأرض وبذلنا جهوداً في هذا الأرض و دمائنا وسقينا تراب هذا الوطن بدمائنا و لن نقبل بهجمات كهذا وسنتصدى لهم و سنكسر شوكتهم الطاغية. لذا في الأخير أناشد الجميع بأن ينتفضوا أمام هذه الهجمات ونحن كقوة لن نقبل هذا الشيء وسنقف أمامه حتى نقطة دمنا الأخير. وسنكسر هذه الهجمات. فنحن كجبهة حماية المرأة للشهباء نناشد جميع شباننا وشباتنا وشعبنا ولكل من لديهم الوجدان الإنساني بأن ينتفضوا أمامه، ذلك العدو الذي يريد سلب حريتنا. ويجب أن نتوحد جميعنا لكي نتصدى لهذه الهجمات.

روجدا جيلو

 

شاهد أيضاً

اسمى قيم الفدائية…الخلود

تمهيد الخلود كلمة متفرعة بقدر قدسيتها فلكل الشعوب هدف تخليد تاريخها, معالمها, لغتها وثقافتها, لذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *