روى الشاب (ع س) البالغ من العمر27 عاماً من سكان مدينة عفرين رفض التخلي عن مدينته عند دخول الجيش الاحتلال التركي ومرتزقته إلى مركز المدينة بتاريخ 18 من شهر آذار/ مارس المنصرم، فتعرض إلى أبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي على يد مرتزقة جيش الاحتلال التركي بحجة انتمائه إلى وحدات حماية الشعب.

اقتحام منزله بحجة التفتيش عن مقاتلي وحدات حماية الشعب…

قال (ع س) “قررت عدم الخروج من المدينة التي ولدت ونشأت فيها ولم أرد التخلي عن المدينة لأنني لا أستطيع أن أحيا بعيداً عنها، لذا قررت البقاء فيها فكنت  شاهداً كيف قام المرتزقة والأتراك بعمليات السرقة والنهب والاختطاف كان المرتزقة يقومون باقتحام البيوت واقتياد الشبان إلى أماكن مجهولة وفقد  الأهالي أخبار أبنائهم، فكنا نعاني من رعب الاختطاف والتعذيب”.

تابع بالقول “في إحدى الليالي كنت في المنزل أحاول النوم مبكراً، قامت مجموعة المرتزقة باقتحام منزلي فقاموا بتفتيش المنزل مدعين البحث عن الأسلحة أو أحد من مقاتلي وحدات حماية الشعب، وقاموا بتفتيشي فعثروا على مبلغ من المال بحوزتي فقاموا بأخذه، ثم سألوني إذا كنت أنتمي إلى وحدات الحماية إلا أنني أجبتهم بالنفي، فقاموا بضربي عدة ضربات بأخمص الكلاشنكوف وركلي على بطني فقام أحدهم بوضع كيس على رأسي واقتادوني من البيت إلى إحدى مقراتهم”.

تعذيب نفسي وجسدي ممنهج بحق المدنيين

أضاف (ع س) “في المقر قاموا بربط يدي خلف  ظهري وتوجيه ضرباتهم على وجهي وبطني وركلي على بطني وظهري وتوجيه الشتائم إلي وهم يسألونني ما إذا كنت أعمل مع وحدات حماية الشعب وعن مكان تواجد عائلتي وكنت أجيبهم بالنفي إلا أنهم لم يكونوا يصدقوني إلى أن ثار غضبهم فقاموا بنزع قميصي وجلدي على ظهري ضربات مبرحة ويكررون سؤالهم عن علاقتي بالإدارة الذاتية وما إذا كنت أعمل معهم، ثم قاموا بربط قدماي ورفعي إلى الأعلى، ووضع رأسي في دلو من الماء كانت لحظات أرى الموت فيها أمام عيناي”.

بيّن (ع س) بأنه بقى أكثر من أربعة أيام لديهم والتي اعتبرها لن تحتسب من عمره إذ يقوم المرتزقة برش المياه على وجهه ليلاً لكي يمنعوه من النوم ويوجهون الشتائم والتهديد بالقتل لعدة مرات شبيه الحرب النفسية الشديدة، في آخر يوم أعادوا له هاتفه المحمول، وتابع بالقول “طلبوا مني الاتصال بجميع أقاربي الذين خرجوا من المدينة لكي أطلب منهم العودة وأن أدعي بأن المرتزقة والجيش التركي يعاملون السكان بشكل جيد ويقدمون المساعدات لهم فقمت بذلك رغماً عني حيث كانت فوهة سلاحهم موجهة إلى رأسي أثناء قيامي بالمكالمات، ثم أطلقوا سراحي في اليوم الخامس فتوجهت إلى البيت”.

إعدام الميداني بهدف ترهيب المدنيين …

عاد المرتزقة خطف المواطن (ع س) بعد أربعة أيام من قبل مجموعة أخرى من المرتزقة، وجمعوا حوالي العشرين شاب ورجل في حي الأشرفية، وأردف بالقول “قاموا بصفنا في رتل واحد وبدئوا باستجوابنا في الشارع أمام مرآى الجميع، واسئلتهم كانت عن علاقتنا بالإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب،  وعندما لم يكن تعجبهم الأجوبة، كانوا يطلقون النار عليهم، قد قتلوا 10 شبان أمام عيني”.

وأضاف “وجه أحدهم إلي السؤال المعتاد عن علاقتي بالإدارة الذاتية ووحدات حماية الشعب عندها أجبتهم بالنفي إلا أنهم لم يصدقونني مرة أخرى فقاموا بوضع السلاح فوق رأسي وكرروا سؤالهم لكن أنا أجبتهم بالنفي وقرأت الشهادتين”.

قال المواطن (ع س) في حديثه “خلال عشرة أيام من تواجدي في مدينتي عفرين رأيت أن الموت كان قريب من كل فرد فيها ويحوم حوله، عشت أيام عصيبة مليئة بالرعب والخوف والقهر والظلم”.

ذكر (ع س) في حديثه عن كيفية خروجه من بين أيدي المرتزقة قائلاً “قام أحد من المرتزقة بالتدخل عندما سمعني أقرأ الشهادتين وأوقف العنصر الآخر قائلاً له بأنني أقرأ الشهادة وهي دليل على صدقي وأنني مسلم، نجوت بأعجوبة منهم لم أكن أتوقع أن أنجو مرتين من بطشهم، عندما تركني المرتزقة أسرعت الخروج للتخلص منهم ولكنهم قاموا باستهدافي برصاصتين فأصبت بجروح خفيفة، فقررت الخروج من المدنية والتحقت بأفراد عائلتي الذين خرج البعض منهم “.

الوصول إلى بر الأمان…

المرتزقة أغلقوا طرق الخروج من مدينة فقام (ع س) بالتوجه إلى ناحية شيراوا عبر البساتين وكروم الزيتون لمدة يومين، حيث خرج سيراً في الليل وطرق المغمورة واحتماء بالنهار عبر الاختباء بين الصخور كي لا يعثر عليه المرتزقة ويعودوا لتعذيبه.

وبعد وصوله إلى قرية صوغانكه قال (ع س) “وصلت إلى قرية صوغانكه وكانت بر الأمان والمرتزقة لن يستطيعوا الوصول الي توجهت إلى مناطق الشهباء حيث كانت عائلتي قد خرجت إليها قسراً خوفاً من القصف الجوي والمدفعي الذي كان يستهدف المدنيين”.

وأنهى (ع س) حديثه قائلاً “سأعود إلى عفرين ولن أتركها بيد هؤلاء الأوغاد وسأنتقم لكل دمعة ذرفت من عيون الأمهات والأطفال فنحن شبان عفرين لن نتخلى عنها ولن ندع المرتزقة والاحتلال التركي يعيش بسلام فيها”.

#قسم_الإعلام
#مكتب_العلاقات_العامة_لوحدات_حماية_المرأة