حوار مع القيادية ريفان ديرك في وحدات حماية المرأة YPJ بتاريخ 4-4-2017

 

الإعداد: سناء حاجي

1-دخلت وحدات حماية المرأة YPJ عامها الخامس, كيف تقيمون أهمية تأسيس YPJحسب المستجدات الموجودة على الساحة السياسية والعسكرية وبالأخص المتعلقة بوضع المرأة؟

إنّ ثورة روج آفا (بشمال سوريا)  هي ثورة المرأة, كون المرأة هي التي قادت هذه الثورة عبر تأسيس تنظيمها الخاص بطابعها وجوهرها الحر سواء على الصعيد المؤسسات الاجتماعية والسياسية أو على المستوى العسكري استناداً على مبادئ إيديولوجية وفلسفية, وبإشراف وإدارة القيادات النسائية, وتمثلت البداية عبر انضمامها إلى ساحة النضال والمقاومة وحمل السلاح لدفاع عن شعبها ومجتمعها رغم كل العقبات التي واجهتها, وخلال مشاركتها أيقنت المرأة تماماً بأنه إذا لم يكن لها قوة وتنظيم وفق طابعها وفلسفتها لن تستطيع حماية حقوقها في المجتمع الذي سلب منها دوماً وقام بظلمها وقمع إرادتها, واستناداً إلى ما تم ذكره أدعت الحاجة إلى بناء قوة عسكرية تكون ضمانة وحصانة لحماية المرأة والدفاع عن حقوقها المشروعة. فلو لم تؤدي المرأة مهامها وواجباتها وكذلك قادرةً على تحمل المسؤولية لحماية حقوقها والدفاع عنها وتأسيس تنظيمها الخاص بها إضافة إلى إثبات جدارتها ضمن جميع القطاعات المجتمع وبأنها الوحيدة التي تستطيع إعادة الحياة الحرة والمساواة… لما استطعنا القول بأن ثورة روج آفا هي ثورة المرأة.

كما استطاعت أن تلعب دور الريادة في إدارة المجتمع  والعمل على ترسيخ وبناء النظام الفيدرالي المستقل القائم على المساواة والديمقراطية, وبناء قوةً مشروعة وبقيادتها ولا ينحصر فقط لخدمة المرأة وحدها, بل لخلق مجتمع ديمقراطي وأخلاقي لخدمة مصالح الشعب وحريته وفق مبادئ وقيم تبنتها ضمن نظامها الداخلي. ولا يقتصر هدفها الأساسي بتجييش المرأة على أساسٍ عسكري بحت وحمل السلاح, بل هدفها إيصال المرأة إلى كيفية حماية نفسها, ومنحها الثقة والإيمان بقوتها, كما أصبحت بوابة لتحرر الكثير من النساء وتتحلى بالثقة والإرادة لتقوم بالمبادرة والانضمام إلى هذه الوحدات بملء إرادتهن ومن قوميات وجنسيات مختلفة سواء ضمن روج آفا أو خارجها. ناهيك بأنهن يملكن حرية القرار في حال قررن بأن يشكلن قوةً خاصة بطابعهن ولغتهن … والنساء السريانيات خير مثال على هذه الخطوة التاريخية, حينما أردن تشكيل تنظيمهن العسكري الخاص, وبالمقابل باشرت وحدات حماية المرأة بتقديم الدعم والمساعدة على المستوى التدريبات العسكرية أو الفكرية …

2-كيف تقيمون مستوى YPJهذا العام, وما هي إنجازاتها ومكتسباتها هذا العام؟

كلما انقضى عامٌ على تأسيس وحدات حماية المرأة, تترسخ  بالمقابل أرضيةً قوية لهذا التنظيم ويتوسع نطاقه الفلسفي والمعرفي والاجتماعي وكذلك العسكري, وتسعى جاهدةً للوصول إلى أكبر قدرٍ من النساء لمساعدتهن في تنظيم أنفسهن وكذلك النضال لتحريرهن من براثن الذهنية والعقلية التسلطية والقيود التي قيدت إمكانياتهن في أداء أدورهن في مجتمعاتهن لأنهن يعدن مكونً أساسياً فيه.

فالتنظيم القائم على أهداف ومبادئ إنسانية يمكنها أيضاً قيادة كافة مؤسسات المجتمع وإحراز إنجازات ومكتسبات والمؤدية بالضرورة إلى إحداث تغييرات جذرية في المجتمع. واليوم وبفضل نضال وكفاح وحدات حماية المرأة YPJ أصبح بإمكان كل امرأة أن تعمل وتتحرك وفق إرادتها ورغبتها وأن تمارس جميع حقوقها بحرية تامة وكجزء فعّال في مجتمعها, كما تمكنت وحدات حماية المرأة من الناحية العسكرية أن تعزز تنظيمها أكثر ضمن وحدات حماية الشعبYPG وأن تكون القوة الأساسية التي تتولى القيادة ضمن صفوف هذه الوحدات, حيث تم قبولها من قبل جميع القيادات الأخرى لأنها وبمقاومتها جعلتهم يغيرون نظرتهم في إمكانات المرأة وما يمكنها القيام به, إضافةً إلى سيرها قدماً على ترسيخ نهج الروح الوطنية والأممية للمرأة.

3-ماذا تعني حملة منبج والرقة بالنسبة لوحدات حماية المرأة  YPJ؟ وما هي تأثيرات هذه الحملات عليها وانعكاساتها من الناحية السياسية والعسكرية نظراً لانتشار صداها دولياً؟

فيما يخص حملة تحرير مدينة منبج من جبروت داعش, فإنها كانت ضمن أولوياتنا وعلى المدى الطويل, كونها من المدن الرئيسية لتمركز تنظيم داعش فيها وبقوة, كما نعلم بأنه بعد الهجوم الذي تعرضت له منطقة شنكال عام 2014 وبعد عمليات القتل والاغتصاب الوحشية التي اقترفتها أيديهم, وأشنعها أسرهم وبيعهم لنساء وفتيات الايزيديات في الأسواق وبالأخص في مدينتي منبج والرقة ولأجل ذلك كانت حملة تحرير منبج بالنسبة لوحدات حماية المرأة (YPJ) مبنياً على أساس الثأر لهؤلاء النساء وتحريرهن من براثن تنظيم داعش.

حيث شاركت وحدات حماية المرأة في هذه الحملة طيلة ثلاثة أشهر منذ الإعلان عنها, وبتحضيرات عالية التقنية والتكتيكية وكذلك بجاهزية كل مقاتلاتها وقياداتها وكلهن ثقة وإيمان في بلوغ الأهداف التي أقسمن على تحقيقها معاً, فكانت هي القوة التي تخطط للعمليات العسكرية وتتصدر الجبهات الأمامية بكل عزم وقوة, والانتصار في هذه الحملة عائدٌ بالدرجة الأولى لإرادة وحدات حماية المرأة ومشاركتها الفعالة لا بحمل السلاح أو مساعدة طائفة وقومية معينة دون عن غيرها, وإنما تتمثل بقيمها الإنسانية والأخلاقية ولأنه كما ذكرنا عدة مرات ونوهن إلى الحقيقة القائلة بأن “وحدات حماية المرأة ليست قوة عسكرية محضة” بل هي أيضاً قوة أساسية للدفاع والحماية وثورة مجتمعية منبثقة من أحضان مجتمع تجرع كافة أنواع آلام والمآسي, والثورة النسائية الرافضة على تجريد المرأة من حقوقها ومعاملتها كعبدهً والمتمثلة بذهنية داعش ورجعيته ووحشيته…

أما بالنسبة لحملة غضب الفرات لتحرير مدينة الرقة, ثاني أكبر معقل لتنظيم داعش بعد مدينة موصل ومقر خلافته. فالكثير من النساء الايزيديات قد تم أُسرهن وتم أخذهن إلى هذه المدينة سبايا وجواري يبعن ويشترن في الأسواق ولازلن أسريات يقبعن في السجون منتظرات الخلاص والتحرر من العبودية والظلم المحدق بهن. لذا تتجلى أهدافنا في تحريرهن, ومثلما تمكنت من القضاء والانتصار على عناصر داعش في مدينة منبج وإعادة الحياة فيها وزرع الأمل والثقة لدى أهاليها ستتمكن أيضاً من تحرير أهالي مدينة الرقة وفي مقدمتهم نسائهن, وليعلم العالم بأجمعه بأن المرأة وحدها القادرة على تحرير أخواتها ووحدات حماية المرأة ألقت على عاتقها هذه المسؤولية والواجب الإنساني لحظة الإعلان عن تنظيمها. والدلائل التي أثبتت جدارة هذه القوات هي انتقادات نساء الرقة لهن بأنهن تأخرن في تحريرهن من ظلم وممارسات داعش الوحشية وهذا إن دلّ على شيء فإنه يدل على مدى ثقتهن وإيمانهن بهذا التنظيم وبأنهن يجدنه الملاذ الأول لحمايتهن ونيل حقوقهن كاملةً. وبأن وحدات حماية المرأة هي القوة الحامية والضامنة لحقوقهن وحرياتهن, وبأن أهدافها لم تقتصر على تحرير أراضي روج آفا والنساء الكرديات, بل يتجلى بتحرير جميع النساء من كرد وعرب وسريان وايزيديين…

وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف استشهدت الكثيرات من مقاتلاتنا اللواتي أبدين شجاعة لا نظير لها إيماناً منهن بأن الحرية لا يمكن الوصول إليها إلا بالمقاومة والكفاح.

4-في عام 2017 تم إعلان نظام الفوج, ما هي أسباب تأسيس هذا النظام( حيث يعد تطوراً استراتيجياً لوحدات حماية المرأة YPJ)؟ وما هي التغييرات التي ستحدثها على وحدات حماية المرأة  من الناحية العسكرية وجبهات القتال؟

هدفنا هو بناء قوة كبيرة وطويلة الأمد, وأن تكون القوة المثالية لحماية وقيادة نساء روج آفا.  وأن لا تكون مجرد قوة مؤقتة لمحاربة تنظيم داعش أو أية قوة تسعى لبسط سيطرتها وتسلطها على مجتمعاتنا, ومجرد القضاء على داعش لا يعني بأن الخطر قد زال عن المرأة لأن المجتمع لم يتخلص بعد من رسوبات الذهنية الذكورية السلطوية فكثرة المشاكل الاجتماعية التي انبثقت منها لا زالت قائمة إلى الآن, وهدفنا بالإعلان عن هذا النظام هو أن نخلق المساواة في المجتمع لأن المرأة قادرة على أن تمثل إرادتها وحقوقها, ولإيقاف الاعتداءات التي تتعرض لها المرأة فهي بحاجة وبالضرورة إلى قوة للحماية والدفاع عنها وحفظ مكانتها وحريتها بين أبناء شعبها. وعلى هذا الأساس تنظم وحدات حماية المرأة (YPJ) ذاتها على شكل كتائب ضمن فوج وحدات حماية الشعب, لتصبح بذلك مثلاً يحتذى به من ناحية الأخلاق والثقافة والحماية, ولكي لا تنحصر في إطار وشكل جيشٍ على شاكلة الجيوش التقليدية ذو الطابع الذكوري البحت, بل تمثل القوة التي يثق بها المجتمع والتي يحمي حقوقها وثقافتها ولغتها, وأن تتعلم المرأة وتدرك كيف تحمي ذاتها ومجتمعها من الظلم والاستغلال.

5-ما هي مخططاتكم وأهدافكم ل YPJ في عامكن الخامس؟

أهدافنا هو توسيع نطاق وحدات حماية المرأة في عامها الخامس, لأن هناك حاجة ماسة وضرورية لبناء قوة طويلة الأمد لحماية حقوق المرأة, فحتى الآن لا تستطيع ممارسة حقوقها في الكثير من النواحي, وأيضاً أن تكون قادرة على ممارسة عملها السياسي والدبلوماسي على أوسع نطاقاتها والتمكن من الوصول إلى صوت كل امرأة في العالم.

وعملنا في الوقت الراهن هو العمل على اجتماع النساء مع بعضهن البعض للنقاش وإيجاد حلول لمشكلاتهن ولمجتمعاتهن, لذلك تم عقد منتدىً عسكرياً تحت عنوان “المرأة والحماية” على مستوى الشرق الأوسط للوقوف على هذه المشكلات التي رُسخت عبر ملايين السنين من قبل الهادفين إلى قمع كيان المرأة, وعلى هذا الأساس نوجه نداءً لجميع النساء لنعمل معاً على إيجاد حلول تساعدنا من ممارسة حقوقنا من كافة النواحي سواء كانت اجتماعية, ثقافية, سياسية أو دبلوماسية  وعسكرية لخلق حياةٍ حرةٍ كريمة.

 

قسم الأعلام لمكتب العلاقات العامة YPJ

 

 

 

 

شاهد أيضاً

مسيرة نسويَّة حاشدة في مدينة الرِّقَّة احتفالاً بقدوم يوم المرأة العالميّ

ضمن نشاطات وفعَّاليّات الاحتفال بقدوم يوم المرأة العالميّ في إقليم شمال وشرق سوريّا؛ نظَّمت نساء …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *