بن لادن, شيار وأبو علاء سطروا أروع ملاحم البطولة والتضحية

منبج – ضحوا بحياتهم لهدف واحد هو حرية الوطن متأثرين بأفكار الأمة الديمقراطية، منهم من كانت لهم مسيرة نضالية لسنوات أمثال الشهيدين شيار وبن لادن ومنهم من لم يتجاوز نضاله الأشهر إلا أنه نال شرف ومرتبة الشهادة كالشهيد أبو علاء.

شهداء اليوم عاهدوا شهداء سبقوهم إلى مرتبة الشرف بالسير على خطاهم لتحقيق أحلامهم بتحرير الوطن فكل واحد منهم عاهد وأقسم بأسلوبه، فالشهيد بن لادن عاهد الشهيدين أبو أمجد وأبو ليلى بالسير على خطاهم واللحاق بهم إلى مرتبة الشهداء، والشهيد شيار أقسم على محاربة جميع أشكال الإرهاب التي تريد النيل من إرادة الشعوب الحرة وإلى جانبهم الشهيد أبو علاء الشاب الفتي الذي شكل نموذجاً للتضحية لجميع الشباب.

الشهيد شيار .. ضحى بروحه فداءً للوطن

شهيد من شهداء الفداء، تعلم حب الحياة لكنه عندما تعلم فداء الوطن كان الموت أعز من الحياة، تعرف على أفكار قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان حول الأمة الديمقراطية فكان ممن استشهدوا في سبيل الدفاع عن الشعب والأرض، بدأ مسيرته في صفوف ثوار منبج.

الاسم جمعة قرة يوسف، الاسم الحركي شيار، ولد عام 1978 في قرية قباسين الواقعة على بعد 7 كم شمال مدينة الباب، من المكون الكردي. عاش في أسرة بسيطة تسعى إلى تأمين لقمة عيشها، وكونه كان الأكبر بين إخوته ترك الدراسة للسعي إلى تأمين لقمة العيش، فلم يجتاوز إلا المرحلة الابتدائية في قرية قباسين مسقط رأسه.

عاش في أسرة تتألف من أب وأم و4 شباب و3 بنات، يكبر جميع إخوته، عمل في الإنشاء حتى يؤمن قوته وعندما كبر أصبح يعمل كسائق في المنشآت المعمارية، وفي خضم الحرب السورية التحق بوحدات حماية الشعب، ومن ثم قاتل في جبهة الأكراد، ثم توجه إلى كوباني عام 2015 ليقاتل في صفوف كتائب شمس الشمال، واتخذ لنفسه اسم “شيار” اسماً حركياً، ليبدأ مسيرته النضالية، ليس وحيداً في نضاله فأخوه ابراهيم هو أحد المقاتلين في عفرين في صفوف جبهة الأكراد.

اعتنق أفكار قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان في حب الحياة والدفاع عن الشعب والتضحية في سبيل الوطن، فكانت الروح فداءً للوطن، ولأن الوطن أعز من الحياة، فزادت عزيمته في مواجهة الأعداء، خضع للعديد من الدورات التدريبية والفكرية في المجال العسكري منها دورة في الصنع ودورتان في الجلبية، حيث تلقى دروساً عسكرية وفكرية تقوم على منهج الدفاع عن الشعب والدفاع المشروع.

التحق بصفوف مجلس مدينة الباب العسكري فور تشكيله عام 2016 ، ليكون فيما بعد أحد القادة الميدانيين فيه، انتقلت أسرته للعيش في بلدة العريمة، شارك في العديد من الحملات منها ريف كوباني، سد تشرين، الهول، الشدادي، منبج، وحملة تحرير الرقة، حيث استشهد فيها أثناء التمشيط في أحياء الرقة بتاريخ 7 تشرين الأول 2017 وبهذا يكون قد طوى صفحة من صفحات النضال ليفتح صفحة من صفحات تاريخ الشهداء.

أجرت وكالتنا لقاء مع الشهيد شيار قبل استشهاده، إذ كان يعاهد على الدفاع عن الأهالي في الوقت الذي كان أهالي قرية القرط ويران يعودون فيه إلى منازلهم، ذكر في اللقاء “هذا الخراب في قرية القرط ويران يقف الاحتلال التركي خلفه. سنكون يداً واحدة ولن نخاف من همجية تركيا، وسنحرر أراضينا من المرتزقة المدعومة من قبله ومن مرتزقة داعش”.

وأضاف “ممنوع أن يحتل أحد أراضينا ما دمنا أحياء،  نحن مستعدون لأي قوة يمكن أن تقف في طريقنا في سبيل تحرير كامل أراضينا”.

شيار عاهد على البقاء يداً واحدة حتى تحرير أراضيهم من مرتزقة داعش والاحتلال التركي والمرتزقة المدعومة من قبله، والدفاع عن أراضيهم وأهلهم ما داموا أحياء، وقد أدى الأمانة.

أبو علاء نموذج تضحية للشباب

شاب ضحى بشبابه في سبيل دحر الإرهاب وتحرير الأرض والشعب، آمن بالأمة الديمقراطية، فكانت حافزاً له لينتسب إلى صفوف المجلس العسكري لمدينة الباب، لم تطل مسيرته لكنه حتماً سجل أسمى آيات التضحية والنضال.

الاسم رمضان الحسن، الاسم الحركي أبو علاء، من المكون العربي ولد في عام 1992 في قرية دير حافر الواقعة جنوب شرق الباب بنحو 29 كيلو متراً، متزوج ولديه ولد يبلغ من العمر قرابة 9 أشهر عاش في أسرة قروية بسيطة تعمل في الزراعة لتأمين لقمة العيش، تتألف أسرته من أم وأب و 5 صبية وبنتين، يصغر جميع إخوته،  له وجوده الخاص بين إخوته فهو الأصغر.

درس المرحلة الابتدائية في قريته دير حافر، وبعد أن أنهى الابتدائية انقطع عن الدراسة ليعمل برفقة عائلته في الزراعة فهذا عمل القرية، وفي ظل الأحداث الدائرة انتقلت أسرته للعيش في قرية الكاوكلي.

تعرف على قوات مجلس مدينة الباب العسكري عن طريق أبو البراء، وتعرف على أفكار أوجلان حول الأمة الديمقراطية، كما أن العديد من أقاربه من أبناء عمه وعماته منتسبون لقوات سوريا الديمقراطية مما دفعه للانتساب في شهر آذار من العام الجاري إلى صفوف مجلس مدينة الباب العسكري في العريمة، قاتل في جبهات القرى التابعة لمدينة الباب ضد الاحتلال التركي، وأصبح قائد مجموعة في حملة تحرير الرقة حيث استشهد هناك أثناء التمشيط بتاريخ 7 تشرين الأول من العام الجاري ليكون قد قدم زهرة شبابه في سبيل دحر الإرهاب وتحقيق معنى الحياة الكريمة.

رافي بن لادن … الإعلامي والمقاتل

مقاتل من الذين برزوا إعلامياً خصوصاً في الجبهات الأمامية، درس المرحلة الإعدادية لكن الحياة أعطته دروساً وافرة، تعرف على  أفكار أوجلان فكان من المتقدمين في حمل الفكر، وعلم أن للمقاتلين فضلاً لا يوازيه أي فضل فكان ممن يظهر للعالم أجمع مشاهد من قلب اللهب في الجبهات.

الاسم رامي قره أحمد، الاسم الحركي رافي بن لادن، ولد في مدينة منبج عام 1979 حي الشيخ عقيل، من المكون العربي عاش في أسرة فقيرة، بسيطة جداً، تتألف من أم وأب و5 شباب و5 بنات، هو الأكبر بين الشباب تكبره شقيقة، عمل والده كموظف في مدينة حلب إذ انتقلت أسرته للعيش في حلب لكنه بقي برفقة جدته أم والده، ليعيش معها بعيداً عن أسرته، كان بعيداً عما يعيشه أخوته في مدينة حلب.

درس حتى المرحلة الإعدادية، كبر بن لادن وبقي برفقة جدته ووقع على عاتقه العمل لكسب لقمة العيش، عمل كبائع خضروات في مدينة منبج، إلا أنه واكب الحراك في سوريا.

متزوج ولديه 3 صبية، ومع البدايات كان قد تعرف على فكر وفلسفة قائد الشعب الكردي عبدالله أوجلان، وفي عام 2013 التحق بصفوف جبهة الأكراد في عفرين، ليبدأ نضاله ومن ثم توجه إلى كوباني حيث قاتل فيها.

تركز عمله كمقاتل وإعلامي حربي فقد نشط في الصور والفيديوهات الحربية التي كان يلتقطها من قلب اللهب، فكانت صور وفيديوهات الحملات المسجلة غالباً ما تكون نتاجه، وشارك في الجبهات وتغطية معارك الهول، الشدادي، حملة سد تشرين، حملة تحرير منبج، وأخيراً في الرقة لينال شرف الشهادة بتاريخ  7 تشرين الأول من العام الحالي في مدينة الرقة, ليكون قد سجل رحلة مناضل وإعلامي حربي لم يتوان عن العمل مهما  كان مضنياً.

#قسم_الإعلام
#مكتب_العلاقات_العامة_لوحدات_حماية_المرأة

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *