الشَّهيد الأمميّ “هوكور/ شاهين” روى تراب عفرين بدمائه دفاعاً عن أهلها

 “الانتصار على الفاشية هو غايتنا وغاية البشرية جمعاء”

تلك هي العبارة التي كتبها المناضل الثَّوريٌ والنّاشط السِّياسي والإنسانيّ، “هوكور هيلمارشن” المعروف بالاسم الحركيّ “شاهين حسيني”، والذي ولد في آيسلندا عام 1986، وهو نجل النّاشطةِ والكاتبةِ الآيسلنديّةِ “إيفا هاوكس”.

شارك “هوكور” في العديدِ من الفعّاليّاتِ السِّياسيّةِ والإنسانيّةِ والبيئيّةِ؛ دفاعاً عن المظلومين والمسحوقين والمضطَّهدين ولحمايةِ البيئةِ في بلدهِ وبلدانٍ أُخرى، كما شارك في المظاهراتِ التي نظَّمتها مُنظَّمةُ “إنقاذ آيسلندا” ضُدَّ السُّلطات التي تُسيء للبيئة، وتَمَّ اعتقالَه على إثرها.

شارك “هوكور” أيضاً في المظاهرات ضُدَّ الحكومةِ بسبب الفسادِ الاقتصاديّ آنذاك.

وتعبيراً عن احتجاجه؛ صَعَدَ “هوكور” على مبنى البرلمان رافعاً علم إحدى أشهر الماركات الرَّأسماليّة، التي كان يُديرَها مليونيرٌ مدعومٌ من قِبَل الحكومة الفاسدة.

بعد هذه الحادثة أصبح “هوكور” شخصيّةً مؤثّرةً في آيسلندا.

ليس هذا فحسب؛ ففي 2008، استطاع منعَ الحكومة من ترحيل أحدِ اللّاجئين السِّياسيّين ويُدعى “بول رمسيس”، حيثُ تسلَّلَ “هوكور” مع صديقه “جيسون” إلى مدرَّجِ الطائرات مانعاً الطائرة من الإقلاع. أثارت هذه الحادثة الرَّأيَ العام ودفعت الكثيرَ من النّاشطين للوقوفِ إلى جانب اللّاجئ “بول”، ممّا دفع الحكومة إلى إلغاء قرار التَّرحيل.

مع انطلاق الثَّورة في روج آفا وشمال وشرق سوريّا وبدايةِ الحرب على الإرهاب عام 2012 وما تلاها؛ قرَّرَ “بول” السَّفر إلى هناك والمشاركة في الثَّورة، ولَدى وصوله إلى إقليمِ كردستان العراق؛ تَمَّ اعتقالَه من قبل السُّلطات هناك وإبعاده إلى بلده.

فيما “هوكور” لحقه ولم يَيأس؛ وعاد مَرَّة أخرى ونجحَ في الدُّخولِ إلى شمال وشرق سوريّا.

لدى وصوله إلى أراضي شمال وشرق سوريّا؛ مباشرةً شارك بمراسم تشييع الشُّهداء الثَّلاثة “ديفيد تيلور، روبرت غرودوت، وغولمان”، وكتب حينها رسالةَ تكريماً لأرواحهم.

انضمَّ “هوكور” إلى قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة عام 2017، وخضع لتدريباتٍ عسكريّةٍ مكثّفة، واختار لنفسه اسم “شاهين حسيني”.

شارك مع رفاقِهِ في حملة تحرير الرِّقَّة كقائد فريق لـ”المقاتلين الأمميّين”.

قاتل “هوكور” ورفاقهُ تنظيم “داعش” الإرهابيّ بكُلِّ إصرار، حتّى تمكَّنوا من دحر التَّنظيم خارج مدينة الرِّقَّة.

مع بدء الهجوم التُّركيّ البربريّ على عفرين في 20 يناير/ كانون الثّاني عام 2018؛ قرَّرَ المقاتل “هوكور” ومجموعَتُهُ المشاركةَ في الدِّفاع عن المدينة وشعبها.

وفعل تماماً كما فعلت الشَّهيدة “آنا كامبل”، حيث غَيَّرَ لونَ شعرِه وبشرَته كيلا يبدو غربياً.

وهناك على جبال عفرين قاتل “هوكور” ورفاقه بكُلِّ بسالة دفاعاً عن عفرين وشعبها.

وفي 24 فبراير/ شباط سنة 2018 استشهد بضربة جوّيّة من قبل الطيران الفاشيّ التُّركيّ، وانضمَّ إلى قافلة رفاقِه الخالدين.

شاهد أيضاً

حَصيلَةُ عدوان الاحتلالِ التُّركيِ على مناطق شمال وشرق سوريّا في 06 أكتوبر/ تشرين الأوَّل 2023

واصل جيش الاحتلال التُّركيّ ومرتزقته هجماتهم العدوانيّة على كافَّة مناطق شمال وشرق سوريّا لليوم الثّاني …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *