زانا سيدي – دجلة أحمد

كوباني – قالت والدة الشهيدة الأممية دستان تموز إن هدفها في الحياة من الآن فصاعداً سيكون منصباً على مواصلة المقاومة على نهج الشهيدة دستان.

دستان تموز الاسم الحقيقي دنيز كاراجاغان مناضلة أممية من مواليد العاصمة التركية أنقرة عام 1993، شاركت في ثورة روج آفا ونالت مرتبة الشهادة على تخوم مدينة الرقة خلال مشاركتها في حملة تحرير الرقة. وبناء على رغبة أهلها في المشاركة في مراسم تشييع جثامنها أعلنت مؤسسة عوائل الشهداء في كوباني تأجيل مراسم التشييع إلى حين وصول ذوي الشهيدة دستان.

وتمكن والدا الشهيدة دستان تموز من دخول مقاطعة كوباني يوم أمس عبر معبر مرشد بنار حيث التقت وكالة أنباء هاوار مع والدتها نوراي كاراجاغان.

وفي بداية حديثها عبرت الأم نوراي عن سعادتها الكبيرة بدخولها قلعة المقاومة كوباني “في البداية عندما كنا في تركيا نسمع بكلمة كوباني كنا كأننا نسمع باسم أحد الأماكن المقدسة حول العالم، لا يمكنني وصف الشعور الذي كان ينتابني، عندما بدأت المقاومة في كوباني كان الشعب في تركيا يقول إن كوباني ستكون ستالين غراد الثانية ولن تسقط وبالفعل هذا ما حدث ولم تسقط كوباني”.

وأضافت “كوباني أصبحت وبقيت رمزاً يمجد تضحيات المقاتلين والمقاتلات، والمجيء إلى هنا والوقوف هنا هو شيء كبير بالنسبة لي، حتى يمكنني القول بأن الوقوف على هذه الأرض هو بفضل الدماء الطاهرة التي أريقت من قبل الشهداء، بالكاد يمكنني أن أمشي في شوارع مدينة كوباني، ففي كل شبر من أحياء المدينة سالت الدماء، وما زلت أرى بسمات تلك المقاتلات اللواتي تحاربن من دون أي تردد أعداء الإنسانية”.

مقاومة دستان على مرّ السنوات القليلة الماضية

وتقول الأم إن ابنتها اختارت طريق النضال ضد كل ما تعرضت له من اعتقال وتعذيب على يد السلطات في تركيا “هي فضلت القتال لأنها تعرضت لصعوبات ومضايقات كثيرة خلال فترة عيشها في تركيا، مقاومتها ونضالها واعتقالها من قبل الحكومة التركية في اسطنبول وتعرضها للتعذيب في المعتقلات، كل هذا دفع بدنيز إلى مغادرة تركيا، وهنا يمكنني القول بأن مقاومتها ونضالها لم ينتهيا في تركيا بل ازدادا مع دخولها إلى روج آفا.”

وتؤكد الأم نوراي إن ابنتها دستان لم تتحمل البقاء بعيداً عن المقاومة في روج آفا وشمال سوريا “لم تتحمل البقاء بعيدا عن خوض المقاومة، وتخليص الإيزيديات من إيدي المرتزقة وكذلك لم تكن تريد أيضاً أن ترى الشعوب في شمال سوريا تتعرض للهجمات والمجازر.”

وبعد إعلان نبأ استشهاد المناضلة دستان تلقت العائلة العديد من المكالمات من كثير من النساء اللواتي تعشن داخل تركيا ومن الدول الأوروبية توجهن فيها بالعزاء واعتبرن أن دستان حاربت من أجل كل نساء العالم.

دخول الشهيدة دستان إلى روج آفا

وتتابع الأم حديثها “بعد أن أتت دنيز إلى روج آفا لم أحدثها مطلقاً ولكنني كأم أحسست بأنها قد دخلت روج آفا، وتأكد إحساسي بذلك عندما ذهبت إلى مدينة كركوك في العراق لكي ألتقي بها، ولكني لم أجدها، وقال لي رفاقها بأنها ذهبت إلى روج آفا”.

والدة دستان تقول إنها قبل كل شيء كأم احترمت قرارها ونضالها هذا، وكانت تريد لها أن تكون مختلفة عنها وتكون متقدمة عن والدتها أيضاً، وهي أيضاً كانت تريد ذلك لذا قررت السير في طريق النضال، وفكرها الثوري هو ما جعل من دنيز أن تتحول إلى دستان تموز.

وتضيف بأنها كامرأة يمكنها فقط أن ترسل سلامها لابنتها الشهيدة،  وسيكون هدفها الرئيسي منذ اليوم هو السير على خطا دستان وتصعيد المقاومة.

وعبرت والدة دستان تموز عن فخرها واعتزازها بتشييع جثمان ابنتها الشهيدة في كوباني وقالت إنه فخر للعائلة وللشعب التركي”.

وتضيف قائلة “في تركيا حياة الإنسان دائماً في خطر وحتى الأموات في خطر حتى حجر المراقد في خطر، في تركيا ليس هنالك احترام للموتى ونخص بالذكر هنا الحكومة التركية، والمجتمع التركي مجتمع عدائي للنساء حتى وإن كانوا موتى”.

فقدت ابنتي وأقول كفى قتلاً ودماراً

وفي نهاية حديثها قالت والدة المقاتلة دستان تموز “لا يمكننا ترك الشعوب المظلومة لوحدها فأمثال دستان هم من كانوا أهلاً لهذه الشعوب وأنا فخورة بابنتي وضميري مرتاح كثيراً، وأود القول للشعوب القاطنة في الشرق الأوسط ’كفى قتلا ودماراً علينا أن نتكاتف لخلق حياة حرة ديمقراطية بعيداً عن العنف‘”.

ويذكر أن الشهيدة دستان تموز استشهدت على أطراف مدينة الرقة في نهاية شهر أيار المنصرم ، خلال مشاركتها في حملة تحرير الرقة وستنطلق مراسم تشييع المناضلة دستان تموز وعدد من رفاقها اليوم في تمام الساعة الـ 17.00 في مقبرة الشهيدة دجلة جنوبي مدينة كوباني.

مصدر:وكالة هاوار