آفيستا خابور رمز مقاومة العصر

 عفرين- رفضت الاستسلام أمام حياة الرفاهية والرضوخ للعادات والتقاليد كامرأة عابرة. وهي في سنٍ صغيرة تأثرت بالحراك الثوري في شخصية المناضلة الفدائية بريتان، لتنفذ عملية فدائية في مقاومة العصر وتمثل صورة المقاتلة التي واجهت عدوان الاحتلال التركي.

تزداد يوماً بعد يوم قوة قادات “مقاومة العصر” التي يشهدها إقليم عفرين، وتقودها شعوب المنطقة وصمود نسائها والروح الثورية في قلوب أطفالها، تحدياً لهجمات وغارات طيران جيش الاحتلال التركي ومرتزقته، معاهدين على التمسك بأرض السلام والزيتون عفرين.

وتسطر المرأة في عفرين بمشاركتها في مقاومة العصر تاريخاً آخر يثبت جدارتها ومقدرتها لخوض أشرس المعارك والوقوف بوجه كل من يريد تجاوز حدود وطنها.

المقاتلة زلوخ حمو الاسم الحركي آفيستا خابور، تولد عام 1998 بمدينة حلب، من أهالي قرية بيليه في ناحية بلبلة بمقاطعة عفرين، شقيقة 4 أخوات و3 أخوة شباب والمقاتلة آفيستا الكبرى بينهم، والدها أحمد حمو وأمها أمينة حمو، عائلة وطنية تعرفت على الحركة الثورية في أعوام التسعينات.

ولدت وترعرعت آفيستا في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب السورية وعاشت طفولتها هناك، ومع اندلاع شرارة الأزمة السورية أجبرت عائلة المناضلة للنزوح إلى محافظة دمشق بحثاُ عن الأمان ولقمة العيش، وكونها كبرت في أجواء الحرب والدمار عاشت طفولة قاسية وصعبة.

روح المسؤولية والحب لدى آفيستا دفعها لحرمان ذاتها من حق التعليم واستبداله بالاعتماد على الذات وهي في سنٍ صغير من خلال العمل مع والدها في ورشة للخياطة، لتأسس مستقبل عائلتها وأخواتها الصغار بعيداً عن الأنانية حتى عدم التفكير بمستقبلها.

رسمت آفيستا في صغرها الكثير من المواقف ولحظات جميلة بقيت في قلوب من عاشروها إلى يومنا هذا، طيبة قلبها كانت طريقاً للمحبة بينها وبين الآخرين، كما اتسمت شخصيتها بالجدية والاتزان منذ الطفولة بحسب ما ذكر ذويها.

نمت الروح الثورية بداخل آفيستا في صغرها، متأثرة باستشهاد خالها في قوات الدفاع الشعبي (كريلا) في أعوام التسعينات، وكثيراً ما كانت تذكر لأهلها بأنها ترغب برفع سلاح خالها الشهيد والانتقام لإعداء شعبها المظلوم.

وبعد أن اشتدت الهجمات على دمشق، عادت العائلة إلى مسقط رأسهم في قرية بيليه بعفرين، وهناك تعرفت آفيستا على الحركة وانخرطت في صفوف ثورة روج آفا وقرأت أفكار وفلسفة قائد الشعب الكردي عبد الله أوجلان وقصص المقاومة لشهداء حركة حرية كردستان وعلى رأسهم الشهيدة بريتان.

آفيستا من الشخصيات الغامضة والعميقة إذ كان من الصعب أن تتحدث عن كل ما تشعر به للآخرين، وفي أكثر الأوقات كانت تتخذ دور المستمعة، وكان بمقدرتها التعمق في شخصيات الآخرين وتحليلهم في أول حديث يدور بينهما وهذا ما كان يبقيها بعيداً عن أشخاص السوء.

وكون الأحوال المادية لعائلة آفيستا كانت ضعيفة ولم يتمكنوا من تأمين عمل مستقر وسط الظروف التي تمر بها البلاد اضطرت أن تتخذ قراراً بالهجرة لخارج سوريا، وحينما سمعت آفيستا هذا القرار لم تستطيع الكتمان وأعلنت غضبها على العائلة ولم تقبل بالهجرة.

ومن هنا تغلغلت الروح الثورية لدى آفيستا أكثر وسارعت للانضمام لصفوف وحدات حماية المرأة في عام 2013، كون نظرتها للحياة كانت مختلفة عن باقي الشابات في سنها، وقررت أن تعيش حياة حرة بمعناها الحقيقي بعيداَ عن التقليدية كباقي النساء.

بالفعل وجدت آفيستا في صفوف وحدات حماية المرأة كل ما كان يدور في عقلها من أفكار وتناقضات، وسعت لإثبات ذاتها من خلال تلقي تدريبات فكرية وعسكرية والانخراط أكثر في صفوف الثورة وتوسيع معرفتها بالاستفادة من خبرة أصدقائها وتجاربها في الحياة.

إلى جانب كل الصفات والمميزات التي تعرفت عليها آفيستا خلال مسيرتها الثورية، اكتشفت أيضاً صوتاً جميلاً وعذباً كانت تملكه إلى أن أصبح صوتها جمالاً يضاف إلى كل احتفالية وتجمع بين المقاتلين والمقاتلات بترديد الأغاني الثورية والوطنية بكل إحساس.

وأثناء مشاركة الشهيدة آفيستا خابور في مقاومة العصر بمقاطعة عفرين وبقرية حمام بالتحديد قامت بعملية فدائية بتاريخ 27/كانون الثاني 2018 أثناء الاشتباكات القوية التي دارت بين قوات سوريا الديمقراطية وجيش الاحتلال التركي ومرتزقته وفجرت قنبلة يدوية تحملها ودمرت دبابة كان فيها مرتزقة الاحتلال التركي.

وعن طفولة الشهيدة آفيستا تحدث جدها إبراهيم حمو “كانت طفلة هادئة وتحب الآخرين وحتى في لحظات الغضب لم تكن قادرة على الحقد على من حولها، طفولتها كانت صعبة بعض الشيء وبالرغم من ذلك تحملت المسؤولية وساندت أباها ولم تقبل بدور المشاهدة”.

وتقول جدتها ذكية حاج حبيب أن آفيستا كانت تتحلى بأخلاق حسنة ودائماً ما كانت تزورهم في منزلها، وكانت تساعدهم في موسم قطف الزيتون حباً منها للعمل، وأشارت إلى أن آفيستا كانت تذكر أنها تريد الانضمام ولكننا لم نكن نصدق ذلك، لكن بالفعل أثبتت ذاتها ونفذت حديثها واقعاً ليس قولٍ فقط.

فيما نوهت خالتها قديفة حمو أن آفيستا إن كلمة الانضمام لم تفارق لسانها حتى يوم انضمامها بالفعل، وأن آفيستا زارتهم قبل 3 أشهر، جاءت وهي مفعمة بالنشاط والحيوية والضحكة لم تكن تفارق وجهها، وأن العائلة تأكدت حينها أن آفيستا وجدت ما كانت تريده.

ومن جانبها تحدثت خالتها لمياء حمو وقالت “لم تكن تكتفي المناضلة آفيستا بالنضال في عفرين إنما كانت تحلم بالخروج والمشاركة في معارك وصفوف الثورة بأجزاء كردستان وأين ما تطلب منها للدفاع عن شعبها وحمايتهم، وعند حديثها معنا كانت تطمئن قلوبنا وتطلب منا أن نكون فخورين بها وعدم الخوف عليها”.

وبدوه قال خالها يوسف حمو أنهم فخورين بشهادة آفيستا، وأن العملية الفدائية التي نفذتها عملية عظيمة، وطالب من شابات وشبان عفرين وشمال سوريا الانخراط في صفوف ثورة الحرية والمضي قدماً على خطى الشهيدة بريتان، آرين وآفيستا.

https://www.youtube.com/watch?v=sYV44p6A4lM

#قسم_الإعلام
#مكتب_العلاقات_العامة_لوحدات_حماية_المرأة

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *