المآسي تحاصر النازحين في الطبقة;

الطبقة ـ بعد أن غصت الطبقة بالنازحين من كل حدب وصوب؛ ينشدون أمنها وحريتها في ظل قوات سوريا الديمقراطية، انتشرت مرارة قصصهم المروية ومآسيهم المحكية، وملأت ظلال أجسادهم النحيلة أرجاء الأماكن المنسية، يحملهم الأمل ويرميهم الملل تكاد تسمع آهاتهم دون أن يهمسوا ببنت شفة وترى أشجانهم في صدور الوجوه الحزينة.

من مسكنة، من الدبسي، من تدمر، من دير الزور من حيث كانوا وكان أزيز الظلم وشظايا المعاناة.

أم أحمد، أم إبراهيم، وضحة، سلاف، وأخريات بعشرات الآلاف لا ذنب لهن إلا أنهن أحببن الحياة يوماً فبكين على سلال الهبات، لا منازل تؤويهن ولا منظمات تحميهن؛ يكفي أن تزور الطبقة وتجول بناظريك في أرجائها حتى تكتشف المدرك للعيان، يكفيك أن تتبع أي طفل عار أو حاف مثل محمد، عيسى وفؤاد حتى تصل إلى أية مدرسة لتسمع وترى هول الجريمة المرتكبة بحق الإنسانية؛ أناس يفترشون الأرض أسرّة دون غطاء، ومرضى باتوا دون دواء وأجساد معاقة وعقول مذهولة وأطفال يعجز اللسان عن وصف معاناتهم.

عائلات دفعتهم الحاجة نحو ركام المدارس والمنازل تحت أسقف قد تدلت فوق فقرهم تنتظر لحظة القدر لتسقط عليهم، تؤنسهم الكلاب الشاردة التي تزورهم من حين لآخر ترمقهم بعين المستغرب كما يقولون.

فتلك مدرسة تخفي خلف أسوارها عيوناً فقدت أبصارها وأطفالاً أضحوا أيتاماً امتهنوا جمع القمامة لعلهم يجنون منها ما يسد الرمق كما يأملون.

وذلك مستودع يضم ثلاث عائلات قد تهاوت جدرانه لا شيء فيه يجعله صالحاً للسكنى؛ فلا ماء للشرب ولا صرف صحي بل السماء تظلهم بشمسها والنجوم تضيء ظلمتهم.

وآخرون مازال شبح الخوف يتخطف أفكارهم وتطوف في ذكرياتهم (طائرات ترمي بالحمم، وقذائف تسقط كالمطر، وأجساد تمزقها الألغام).

https://www.youtube.com/watch?v=pqAFsNVZvK8

 

يسر في أذنك أحدهم: لا تلتقط لي الصور ولا تذكر اسمي في الخبر؛ فلعلي أعود يوماً إلى منزلي في مسكنة فلا يصيبني منك الضرر.

كل هؤلاء الناس لم يتركوا بيوتهم طوعاً بل أرغمتهم حرب عمياء لا تبقي ولا تذر. على ركوب سفينة النجاة من الموت إلى شواطئ الحاجة، لسان حالهم كيف نبقى على قيد الحياة، ونحفظ كرامتنا.

 

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *