لبنانية زوجة داعشي تكشف علاقة داعش بتركيا

كندال شيخو – زانا سيدي

كوباني – تقول نور الهدى أنها وصلت إلى سوريا بكل سهولة عن طريق تركيا أمام أعين عناصر الجيش التركي، ليس هي فقط، بل مجموعات كبيرة من الدواعش، وأكدت أن “جيشاً من الدواعش موجودون في تركيا الآن”، ولهم مضافات رسمية فيها، يدخلون ويخرجون دون أن يتعرضوا للمسائلة.

وأجرت وكالتنا لقاء مع زوجة أحد المرتزقة الذي بايع مرتزقة داعش من لبنان، وأشرف على الحدود السورية التركية من جهة مناطق الشهباء (بلدة الراعي شمال الباب).

البداية من لبنان

في البداية عرّفت نور الهدى عن نفسها وزوجها اللبناني وقالت: “أنا اسمي نور الهدى عمري 20 سنة من مدينة طرابلس في لبنان، تزوجت سنة 2013 من بلال النعمان من أبناء حارة باب الرمل بمدينة طرابلس، وأنجبت منه طفلين. عرفت بعد زواجي منه أنه له نشاط مع جماعة تدعى فتح الإسلام، وكانت هذه الجماعات تقوم بعمليات سرية ضد الجيش اللبناني، وكان أفرادها يتلثمون أثناء قيامهم بأي عملية. علمت من زوجي أنه شارك في إحدى العمليات ضد الجيش اللبناني في منطقة تدعى ساحة النور بمدينة طرابلس وقتلوا على إثرها عدداً من الجنود اللبنانيين. لكن بعض أفراد مجموعته تعرضوا للاعتقال على يد الجيش اللبناني”.

مبايعة مرتزقة داعش ودخول سوريا عبر تركيا

وأشارت أن زوجها المرتزق تعرف على جماعة فتح الإسلام عن طريق خاله الذي كان ينشط بين هذه الجماعة عامي 2013 – 2014، وأكدت أن خال زوجها كان يحرضه على مايطلقون عليه اسم “قتال الطواغيت”.

ولفتت نور الهدى أنه بعد الإعلان عن مرتزقة داعش في سوريا، “بايع زوجي هذا التنظيم” وتوجه إلى سوريا ودخلها في اليوم الأول من سنة 2015. وتابعت قائلةً “تلقى زوجي دورة شرعية في إحدى المعسكرات في سوريا، وبعد أن أنهى الدورة تم فرزه في البداية إلى قسم الهجرة، وبعدها إلى قسم شرطة الحدود. وبعد أن ثبت زوجي مكانه في سوريا،  أرسل لي الأموال من أجل تجهيز جواز السفر والأوراق اللازمة، لأسافر من لبنان إلى تركيا، ومنها عبر الحدود إلى سوريا. توجهت على الفور إلى منطقة غازي عنتاب عن طريق عناصر داعش المتواجدين في تركيا، ومن هناك قطعت الحدود إلى بلدة الراعي (شمال الباب)، حيث المكان الذي عشت فيه مع زوجي”.

‘جيش من الدواعش موجودون الآن في تركيا’

وتطرقت نور الهدى بعد ذلك إلى العلاقات التركية مع داعش قائلةً “عندما دخلت إلى سوريا كانت الحدود مفتوحة ولم يعترضنا أحد، كان الجنود الأتراك منتشرون على الحدود وكانوا يراقبون حركاتنا دون أن يتدخلوا. كانوا مكتفين بالمشاهدة فقط، لم أكن وحدي بل عشرات المجموعات كانت تمر ذهاباً وإياباً دون أن يقف أحد أمامهم. كان عناصر داعش يمرون بكل سهولة عبر الحدود ليلاً ونهاراً وبأعداد كبيرة”.

وأشارت نور الهدى أن المرور عبر تل أبيض كان أسهل من الراعي بعض الشيء، فالطريق هناك كان أفضل وطبيعة المنطقة لم تكن وعرة. وأضافت “عندما أصيب زوجي أبو محمد في إحدى المعارك سنة 2015، تم نقله ليتعالج في إحدى المشافي التركية، مررت حينها عن طريق تل أبيض لأذهب إليه”.

ولفتت أن إحدى العوائل التركية المبايعة لمرتزقة داعش في تركيا استقبلتها ومكثت لديهم ليوم واحد ثم ذهبت إلى زوجها في المشفى. وقالت “عدا هذه العائلة، كان هناك الكثيرون ممن ينتمون لداعش ينشطون في تركيا. يمكننا القول أن جيشاً من الدواعش موجودون في تركيا الآن، أغلبهم ينشطون في أضنة وغازي عنتاب وأورفا، وكانت هناك مضافات رسمية لهم، فيها الكثيرين من العناصر يخرجون ويدخلون ليلاً نهاراً دون أن يتعرضوا للمسائلة أو أي عوائق”.

تجارة النفط بين تركيا وداعش

ونوهت نور الهدى أن أغلب المواد اللوجستية وخاصةً الأغذية والملابس كانت تأتي من تركيا عن طريق الحدود، وأكدت أن “الدواعش الأجانب” لم يكن يعجبهم الطعام السوري فكانوا يعيشون على المواد الآتية والتي كان  أغلبها ماركات تركية.

وذكرت أن زوجها المرتزق أبو محمد اللبناني أخبرها عن عمليات تجارة النفط بين داعش وتركيا وقالت “زوجي أخبرني أن تركيا كانت تستفيد كثيراً من وراء هذه التجارة، ولكن لم أعرف كيف كانت تتم عمليات التجارة ونقل النفط، لأنها كانت معلومات سرية ولم يبح زوجي بها أمامي، ولم اتجرأ على السؤال أيضاً”.

مقتل الزوج والنقل إلى المضافة

وأشارت نور الهدى أنه بعد نحو سنة من دخولها، تم إجلاء أغلب زوجات وعائلات مرتزقة داعش من بلدة الراعي عبر الباصات إلى مدينة منبج. وقالت “لم نعرف لماذا أخرجونا، لكن آخر ما قاله لي زوجي عندما أوصلني إلى الباص أنه سيعود ليأخذني وطلب مني الذهاب للمكوث في منزل أبو البراء وأبو مالك الشامي لحين عودته. بعد وصولي إلى منبج بثلاثة أيام جاء أحد عناصر داعش وكان يدعى أبو البراء الحلبي وأخبرني أن زوجي قتل في المعارك يوم 7 نيسان 2016”.

ونوهت أنها بعد ذلك مكثت نحو شهر ونصف لدى المرتزق أبو البراء وشقيقه المرتزق أبو مالك الشامي. وأضافت “ثم جاءني «مكتب الشهداء» الذي كان مسؤولاً عن أسر وزوجات عناصر داعش الذين كانوا يقضون نحبهم في المعارك. طلبوا مني الذهاب إلى المضافة، لم أكن أريد، لكنهم أجبروني بالقوة. في المضافة كان الخروج ممنوعاً، وحتى في الحالات الخاصة كانوا يمنعوننا. لقد كانت إحدى النساء على وشك أن تضع مولودها، لكنهم لم يساعدوها أبداً وكان تعاني وتصرخ باستمرار، لم يكن يتجرأ أحد على مساعدتها أيضاً. في تلك الأثناء قام المسؤولون بنقلنا إلى الرقة وقالوا لنا أن مدينة منبج على وشك أن تُحاصر”.

تعذيب واغتصاب في المضافة

وبحسب نور الهدى فإنها مكثت في المضافة لدى المرتزقة مدة 5 أشهر، وهناك تعرفت على زوجها الثاني المرتزق ياسين عثمان. وتحدثت عن ما عانته في المضافة قائلةً “نحن عايشنا الظلم صراحةً خاصةً في المضافة، كانت الأخوات تتعرضن للضرب والتعذيب أيضاً، وللاغتصاب أحياناً”.

وتحدثت نور الهدى عن زوجها والمعلومات التي أفصح بها لها قائلةً “زوجي الثاني كان تونسي الأصل ويبلغ من العمر 24 سنة، وأخبرني أن نحو 100 من عناصر داعش أغلبهم من التوانسة تعرضوا للإعدام رمياً بالرصاص في دوار النعيم بالرقة. كما أخبرني أن مجموعة أخرى كلهم تونسيون حوصروا في دوار النعيم وقتلوا رمياً بالرصاص”.

الفرار إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية

وفي الشطر الأخير من حديثها، تحدثت عن ملاحقة المرتزقة لزوجها المرتزق لأنه “سرق سيارات منهم، فقمنا بالهروب إلى الميادين، وهناك بحث زوجي عن مهرب لنخرج من مناطق داعش، وفي النهاية وصلنا إلى مناطق قوات سوريا الديمقراطية”.

 

مصدر:وكالة هاوار

شاهد أيضاً

صحافة اليوم بتاريخ 28-11-2022

 أبرز ما جاء في حديث القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية لقناة روسيا اليوم أشار القائد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *