قوات سوريا الديمقراطية في ذكرى تأسيسها الثّامنة.. التحوّلات والإنجازات والتحدّيات

تمهيد:

يصادف تاريخ 10 أكتوبر/ تشرين الأوَّل هذا العام، الذِّكرى السَّنويّة الثّامنة لتأسيس قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، وقد مرَّت عليها سنوات حافلة بالانتصارات والتحوّلات الكبيرة في المشهد السِّياسيّ والعسكريّ على السّاحة السُّوريّة والإقليميّة والدّوليّة.

ولأهميّة هذه الذِّكرى وقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، يتطلَّب إعادة قراءة المراحل التي مَرَّت بها منذ بداية تأسيسها وإلى اللحظة الرّاهنة.

بعد الانتصار التّاريخيّ الذي حققته وحدات حماية الشَّعب والمرأة الـ(YPG) والـ(YPJ) ومعها بعض الفصائل المنضوية ضمن غرفة عمليّة “بركان الفرات” على تنظيم “داعش” الإرهابيّ في مدينة كوباني وريفها، وبدء العَدِّ التَّنازليّ لدحر التَّنظيم الإرهابيّ؛ دخلت معها القوّات العسكريّة أيضاً في مرحلة جديدة؛ سمتها الأساسيّة توسُّع نطاق مهامها الوطنيّة والعسكريّة في تحرير المناطق الأخرى التي ترزح تحت وطأة التَّنظيم. ولم يعد حجم القوّات العسكريّة يفي بالغرض ويحقِّق الهدف المرجوّ منها، فكان لا بُدَّ من قوَّة عسكريّة أكثر اتّساعاً وقوَّة، وتعكس في عملها وكفاحها رغبة وطموح جميع مكوّنات مناطق شمال وشرق سوريّا في التحرّر من التَّنظيم الإرهابيّ، أوَّلاً، وثُمَّ البدء بمرحلة البناء وفرض الاستقرار، وبما ينسجم مع مطالب سُكّان المنطقة.

– تأسيس قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة:

تولَّدت فكرة إنشاء قوَّة عسكريّة تَضُمُّ تحت مظلَّتها جميع الفصائل العسكريّة العاملة في مناطق شمال وشرق سوريّا، والتي تحارب تنظيم “داعش” الإرهابيّ، ومن جميع المكوّنات الإثنيّة، وغير مرتبطة بالأجندات الخارجيّة، تولَّدت الفكرة لدى بعض القيادات العسكريّة لوحدات حماية الشَّعب والمرأة، والتي طرحت الفكرة على بعض قادات الفصائل العسكريّة العاملة في المنطقة، فاستحسنتها، وأبدت قبولها للانضواء تحت راية القوَّة العسكريّة المزمع تشكيلها.

أخذت الفكرة وقتاً لا بأس بها من النِّقاشات والمداولات بين مختلف القوى العسكريّة في المنطقة، إلى أن أجمعت على إنشاء قوَّة عسكريّة تحت اسم “قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة”، والتي يرمز إليها باختصار (قسد).

أعلن عن تشكيل قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في 10 أكتوبر/ تشرين الأوَّل عام 2015، خلال مؤتمر صحفيّ عقب مؤتمر عقدته القوى المشاركة فيه، وأعلن في المؤتمر عن هُويَّة القوّات، بأنَّها “قوَّة عسكريّة سوريّة وطنيّة، منبثقة من جميع المكوّنات، العرب، الكرد، السُّريان، الآشور، التُّركمان، الشيشان، الجركس، والأرمن.. الخ، وأنَّها تأخذ على عاتقها حمايتها جميعاً، مع مراعاة خصوصيّات التنوّع الجنسيّ والإثنيّ والدّينيّ”.

ضَمَّت (قسد) في بداية تشكيلها القوى التّالية:

1 – وحدات حماية الشَّعب (YPG).

2 – وحدات حماية المرأة (YPJ).

3 – لواء السَّلاجقة.

4 – قوّات الصناديد.

5 – المجلس العسكريّ السُّريانيّ.

6 – كتائب شمس الشّمال.

7 – جبهة ثوار الرِّقَّة.

ولاحقاً توسَّعت القوّات أكثر عبر انضمام قوى وفصائل أخرى إليها، إضافة إلى أبناء العشائر العربيّة، ومن مختلف مناطق شمال وشرق سوريّا، خاصَّةً بعد الانتصارات والنَّجاحات التي حقَّقتها في كفاحها ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ، فأصبحت قبلة كُلِّ ثائر يبحث عن الحُرّيّة ويسعى إلى تحرير وطنه من الإرهاب.

 

 

– مهام قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة:

عمدت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، ومنذ اليوم الأوَّل لتأسيسها، توضيح الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، بشكل لا لُبسَ فيها. وقد حدَّدَ نظامها الدّاخليّ مهامها، وقسَّمتها إلى ثلاثة أقسام، وعلى الشَّكل التّالي:

أ – مهام الحماية والدِّفاع:

وهي تتلخَّص بالمهام التّالية:

1 – الدِّفاع عن حدود الوطن والمجتمع ضُدَّ أيّ اعتداء خارجيّ.

2 – التَّعاون والتَّنسيق مع قوّات التَّحالف الدّوليّة والقوّات الصديقة والحليفة في مكافحة الإرهاب في سوريّا.

3 – تكثيف التَّدريبات العسكريّة بهدف رفع مستوى الجهوزيّة والاستعداد التّام لها.

ب – المهام الأمنيّة:

وقد حدَّدها النِّظام الدّاخليّ في القضايا التّالية:

1 – مكافحة جرائم الإرهاب والتجسُّس، والتَّعامل الفوريّ في تفكيك الشبكات الإرهابيّة.

2 – التدخُّل السَّريع والحاسم للسيطرة على الأحداث الأمنيّة في مختلف المناطق، والتَّنسيق مع الأجهزة المختلفة.

3 – ضبط الحدود وحمايتها.

4 – المساهمة في إزالة الألغام والقنابل العنقوديّة والأجسام المشبوهة النّاجمة عمّا خلَّفته الجماعات الإرهابيّة، وذلك بالتَّعاون مع المُنظَّمات الدّوليّة والجمعيّات غير الحكوميّة العاملة في هذه المجالات.

كما أورد النِّظام الدّاخليّ مهام القوّات في المجال الإنسانيّ عند حدوث الكوارث الطبيعيّة من حرائق وزلازل وفيضانات، والمساهمة في إغاثة المحاصرين بالتَّنسيق مع السُّلطات ذات العلاقة. وقد أثبتت (قسد) هذا أثناء الزلزال الذي ضرب مناطق شمال وشرق سوريّا في 6 فبراير/ شباط الماضي، حيث سارعت وحداتها إلى نجدة الملهوفين وإنقاذهم من تحت ركام الأبنية المنهارة والمُتصدِّعة، وتأمين مأوى لهم، إضافة إلى تقديم جميع وسائل الإغاثة لهم.

 

– الهيكلية التَّنظيمية:

تعمل قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وفق آليّة منضبطة، مستندة إلى هيكليّة عسكريّة أقرب إلى هيكليّة الجيوش والقوّات النِّظاميّة، ولو بفوارق بسيطة، إلا أنَّها تركِّزُ بشكل أساسيّ على بناء المقاتل الواعي فكريّاً وسياسيّاً، وتدريبه عسكريّاً بشكل جيّد، ليكون لائقاً في عمله والمهام والواجبات التي يُكلَّفُ بها.

فهي تعقد بشكل دوريّ كونفرانسات بغرض تقييم عملها ونضالها، كما تجري تعديلات على هيكليتها التَّنظيميّة وآليّات عملها، وبما يلائم المرحلة التي تمُرُّ بها.

فقد اتخذّت قوّات (قسد) في أحد كونفرانساتها قراراً (الكونفرانس الذي عقد في عام 2019) بتشكيل المجالس العسكريّة في المدن والمناطق المختلفة في شمال وشرق سوريّا، خاصَّةً بعد أن شهدت تمدُّداً أفقيّاً وعموديّاً. وبعض المجالس تشكَّلت قبل الكونفرانس، مثل مجلس دير الزور العسكريّ، وكذلك مجلس منبج العسكريّ اللذان تشكّلا في عام 2016. ووصل عدد المجالس العسكريّة في بداية تشكيلها إلى /19/ مجلساً، ومن أهمّها:

1 – مجلس منبج العسكريّ.

2 – مجلس تل أبيض العسكريّ.

3 – مجلس رأس العين العسكريّ.

4 – مجلس الرِّقَّة العسكريّ.

5 – مجلس دير الزور العسكريّ.

6 – مجلس هجين العسكريّ.

7 – مجلس الباب العسكريّ.

8 – مجلس جرابلس العسكريّ.

9 – المجلس العسكريّ السُّريانيّ.

10 – مجلس قوّات الصناديد.

11 – مجلس كوباني العسكريّ.

12 – مجلس الطبقة العسكريّ.

13 – مجلس القامشلي العسكريّ.

14 – المجلس العسكريّ في الهول.

15 – مجلس ديريك العسكريّ.

16 – مجلس الحسكة العسكريّ.

17 – مجلس عامودا العسكريّ.

18 – مجلس الشدّادي العسكريّ.

19 – مجلس إدلب العسكريّ.

وجميع هذه المجلس تنسِّق مع المجلس العام للقوّات، والتي يرأسها القائد العام. وتشكّلت الهيكليّة التَّنظيميّة والإداريّة وفق الشَّكل التّالي:

– المكاتب الإداريّة: وتضم المكاتب التّالية:

1 – مكتب العلاقات العامّة.

2 – مكتب الإعداد والتَّدريب.

3 – مكتب الإعلام.

4 – مكتب الذّاتيّة والأرشيف.

5 – مكتب المعلومات العسكريّة.

6 – مكتب شؤون المرأة المقاتلة.

فيما يتألَّف الجناح العسكريّ والقيادة من الهياكل التّالية:

1 – المجلس العسكريّ: ويتشكّل من ممثّلي التشكيلات العسكريّة المنضوية، أي المجالس العسكريّة التّابعة لها. ويعقد دوريّاً كُلَّ سنة اجتماعاً عامّاً، تُناقش فيه جميع القضايا العسكريّة والتَّنظيميّة، إضافة إلى إعادة الاعتبار في النِّظام الدّاخليّ وتقييم أداء المجالس العسكريّة والقوّات بشكل عام.

2 – القائد العام لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة: ويُعيَّن بالانتخاب المباشر من المجلس العسكريّ.

3 – القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة: وتتكوَّن من /13/ عضواً، من بينهم القائد العام واثنان من مساعديه، يُنتخب أعضاء القيادة العامّة من بين أعضاء المجلس العسكريّ، مع ضمان تمثيل المرأة ضمنهم. ويرتبط بالقيادة العامّة “المكتب الاستشاري” الذي يُنسِّقُ علاقاته مع مؤسَّسات الإدارة الذّاتيّة والتَّنظيمات السِّياسيّة والاجتماعيّة، وكذلك يرتبط بها مركز التَّنسيق والعمليّات العسكريّة التي تُنسِّقُ عملها مع القوّات الصديقة.

4 – لجنة الانضباط العسكريّ: تتكوَّن اللّجنة من /5 – 7/ أعضاء، ويُعيّنون من قبل المجلس العسكريّ للبَتِّ في التجاوزات التي قد يرتكبها العسكريون.

– الحملات العسكريّة التي أطلقتها (قسد):

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة العدد من الحملات العسكريّة ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ في مختلف مناطق شمال وشرق سوريّا، وتمكَّنت من تحرير جميع المناطق التي كان يسيطر عليها التَّنظيم الإرهابيّ ويُحرِّرَ أهاليها من إرهابه، ويُعيدَ إليها الأمن والاستقرار، بعد أن عاث “داعش” وقبله المجاميع الإرهابيّة فيها فساداً وتخريباً، ولتبدأ مباشرة بتشكيل هياكلها المدنيّة الإداريّة والتَّنظيميّة، وتُعيدَ الحياة إلى المناطق المدمَّرة، وتبدأ بإعادة إعمارها، لتغدو حواضر، بعد أن حوَّلها الإرهاب العابر إلى أطلال.

ومن أهمِّ الحملات التي أطلقتها قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة منذ بداية تأسيسها إلى اليوم، كانت كالتّالي:

1 – حملة تحرير الهول:

وكانت أولى الحملات العسكريّة التي بدأت بها قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، حيث بدأت الحملة بُعيدَ الإعلان عن تأسيس (قسد) في أواخر أكتوبر/ تشرين الثّاني 2015، حيث بدأ الهجوم من عِدَّةِ محاور على بلدة “الهول” وريفها، ولكن الحملة كانت تسير ببطء، وكأنَّ (قسد) كانت تمتحن قدرتها على مواجهة تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وتحاول معرفة قدرات العدو أيضاً. إلا أنَّها في 11 نوفمبر/ تشرين الثّاني، تمكَّنت من تحرير قرية “الخاتونيّة”، وانتقلت حول بحيرتها الواقعة جنوباً لتطويق القرية من الشَّمال والجنوب. وفي 13 نوفمبر/ تشرين الثّاني تَمَّ تحرير بلدة “الهول”، ولتتقدَّم بعدها عرباً لإغلاق آخر جيب للتنظيم الإرهابيّ وتحرّرَ قرى “أبو حجيرة، خواتنة وخويتلة”.

وتعتبر حملة تحرير “الهول”؛ أوَّل نصر إستراتيجيّ تُحقِّقُهُ قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة؛ حيث استمدَّ مقاتلوها منها العزيمة والإيمان بالقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابيّ.

2 – حملة “غضب الفرات” لتحرير مدينة الرِّقَّة وريفها:

أعلنت حملة “غضب الفرات” لتحرير مدينة الرِّقَّة وريفها في 6 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2016، وذلك في مؤتمر صحفيّ عقد في بلدة عين عيسى.

بدأت الحملة بمشاركة ثلاثين ألف مقاتل من جميع مكوّنات سوريّا، وبدعم وتنسيق من التَّحالف الدّوليّ لمحاربة الإرهاب الذي تقوده الولايات المتّحدة الأمريكيّة.

قُسِّمت الحملة إلى أربعة مراحل:

المرحلة الأوَّلى – عزل مدينة الرِّقَّة عن مناطقها الشَّماليّة:

وتضمَّنت تحرير مدينة الطبقة وسَدِّ الفرات، حيث بدأت (قسد) عمليّاتها العسكريّة بريف الطبقة في 06 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2016، وتمكَّنت من السَّيطرة على الرّيف الشَّماليّ الغربيّ بما فيها قلعة وقرية “جعبر”.

– تحرير سَدّ الطبقة (الفرات) والمدينة:

بعد أن تَمَّ عزل مدينة الرِّقَّة عن كامل ريفها؛ توقَّفت عمليّة “غضب الفرات”، لتُغيّر قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وجهة العمليّة، وتستأنف عمليّة تحرير سَد الطبقة (الفرات) في 24 مارس/ آذار 2017، وتمكَّنت من تحرير كامل السَدِّ بعد أن نفَّذت عمليّة إنزال جوّيّ قرب قناة البليخ بالتَّعاون مع قوّات التَّحالف الدّوليّ، وتتسلل إلى جسم سَدِّ الفرات والضفَّة الأخرى من النَّهر بواسطة القوارب. وفي 26 مارس/ آذار تَمَّ اقتحام مطار الطبقة العسكريّ، واندلعت اشتباكات ضارية مع التَّنظيم الإرهابيّ أسفرت بعد أربع وعشرين ساعة عن السَّيطرة الكاملة على المطار وقطع الطريق بين مدينتي الطبقة والرِّقَّة.

أطبقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة الحصار على مدينة الطبقة، واستمرَّت المعارك داخل أحيائها؛ إلى أن تمكَّنت من تحرير كامل المدينة والسَدِّ في 10 مايو/ أيّار 2017.

واستمرَّت الحملة إلا أن تمكَّنت من تحرير بلدة “المنصورة” والقرى القريبة من مدينة الرِّقَّة، وباتت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة على مسافة /30/ كم تقريباً منها، خاصَّةً بعد أن حرَّرت “سَدَّ البعث” أيضاً.

بالتّزامن مع حملة تحرير الطبقة؛ بدأت قوّات النِّظام السُّوريّ، وبدعم من روسيّا، حملة للسيطرة على بعض المناطق في ريف مدينة الطبقة، فتقدمت قوّاتها ووصلت إلى مقربة من قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، وشَنَّت قوّاتها هجمات على مقاتلي (قسد) في الرّيف، إلا أنَّ الأخيرة تمكنت من قطع الطريق عليها، وإجبارها على التراجع، فتوقَّفت عند قرية “شعيب الذَّكر” على بعد /30/ كم غرب مدينة الطبقة، فيما تمدَّدت في المنطقة الجنوبيّة لمدينة الرِّقَّة، ووصلت قرب بلدة “العكيرشي” دون أن تتمكَّن من السيطرة، فهي كانت الحَدَّ الفاصل بينها وبين قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

المرحلة الثّانية – عزل الرِّقَّة عن ريفها الغربيّ:

بدأت الحملة في 10 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2016، بهدف تحرير ما تبقّى من الرّيف الشَّماليّ الغربيّ، والغربيّ للوصول إلى سَدِّ الطبقة (الفرات) وتحريره. استمرّت المعارك حول السَدِّ وعليه بكُلّ قوّتها، وتمَّت محاصرة عناصر التَّنظيم الإرهابيّ داخل جسم السَدّ، حيث لجأ في 23 يناير/ كانون الثّاني 2017 إلى فتح جميع عنفاته لعرقلة تقدّم قوّات (قسد). وفي 24 يناير/ كانون الثّاني؛ حرَّرت (قسد) أجزاء من مدينة الطبقة.

3 – حملة غضب الخابور:

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة حملة جديدة في فبراير/ شباط 2016، تحت اسم “غضب الخابور” لتحرير مدينة “الشدّادي” وما تبقّى من الرّيف الجنوبيّ لمدينة الحسكة

كان الهدف الرَّئيسيّ للحملة تحرير مدينة “الشدّادي” الإستراتيجيّة وبقيّة جنوب محافظة الحسكة من تنظيم “داعش”. وخلال الهجوم نفَّذ التَّحالف بقيادة الولايات المتّحدة أكثر من 86 ضربة جوّيّة في “الشدّادي” والمناطق المجاورة لدعم التقدّم الذي حقَّقته قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

4 – عمليّة تحرير منبج وريفها:

توقَّفت عمليّة “غضب الفرات” أشهر عديدة، وساد الاعتقاد أنَّ قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة تُحضِّر لعمليّة كبيرة لتحرير مدينة “الرِّقَّة” العاصمة المزعومة لتنظيم “داعش” الإرهابيّ. إلا أنَّها أطلقت عمليّة تحرير مدينة منبج في الثّاني من شهر يونيو/ حزيران 2016، عبر الهجوم من عِدَّة محاور، وكانت قبلها وفي أواخر عام 2015، قد تمكَّنت من تحرير “سَدِّ تشرين” بالكامل في 26 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2015، واتَّخذته قاعدة انطلاق نحو تحرير مدينة منبج.

أوَّل بلدة تَمَّ تحريرها في حملة تحرير منبج وريفها كانت بلدة “أبو قلقل” التي تبعد نحو /30/ كم جنوبيّ شرق منبج، كما تمكَّنَ محور القوّات المتجّه من كوباني من تحرير جسر “قره قوزاق” بعد أن عمد التَّنظيم الإرهابيّ إلى تفجير الجسرين، ما اضطرَّت معه قوّات (قسد) إلى تركيب جسر متحرّك واستخدام القوارب لعبور نهر الفرات إلى الضفَّة الغربيّة منه، وتحرير الجبال المحيطة بالجسر، والتي تحصَّنَ فيها عناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ، فيما عبرت بعض القوّات بالقرب من مدينة جرابلس وفرضت طوقاً كاملاً على المدينة من الجهة الشَّرقيّة، بعد أن تمكَّنَ جناح القوّات الجنوبيّ من تحرير عشرات القرى والالتفاف حول المدينة عبر الاتّجاه غرباً، وبذلك فرضت الحصار الكامل على المدينة، لتبدأ معها تحرير المدينة حيّاً بعد آخر.

جرت أقوى المعارك داخل المطاحن في المدخل الجنوبيّ للمدينة، حيث كان يتحصَّن فيها عناصر التَّنظيم الإرهابيّ بشكل كبير، كما شهد حي “الحزاونة” أيضاً معارك عنيفة بين الطرفين، انتهت بتحريرها من قبل (قسد)، وحوصر ما تبقّى من عناصر التَّنظيم في حي “السرب”، لتبدأ معها هدنة ووقف لإطلاق النار، عبر شيوخ العشائر، ويخرج ما تبقى من عناصر التَّنظيم نحو جرابلس، بعد أن اتّخذ التَّنظيم الإرهابيّ المدنيّين من النِّساء والأطفال والشّيوخ دروعاً بشريّة لحماية نفسه من الانهيار. وبعد استشهاد القائد “فيصل أبو ليلى”؛ أطلق اسمه على الحملة، لتستمرَّ في تحرير كامل أحياء المدينة، خاصَّةً “السّوق المغطّى”. وأثناء الحملة؛ انشغل مقاتلو قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة كثيراً في تحرير المدنيّين الذي استخدمهم التَّنظيم دروعاً بشريّة له، وتابع الإعلام العالميّ فرحة أهالي المدينة بتحريرهم من ظلم التَّنظيم، وخاصَّةً النِّساء اللواتي نزعن ثيابَهُنَّ السَّوداء التي فرضها “داعش” عليهُنَّ طيلة فترة سيطرته على المدينة.

وتَمَّ الإعلان عن تحرير كامل مدينة منبج في 15 أغسطس/ آب عام 2016.

إلا أنَّ قوّات الاحتلال التُّركيّ، وفي 16 أغسطس/ 2016، حشدت قوّاتها على الحدود، وأطلقت عمليّة احتلال المناطق التّالية “جرابلس، الباب وإعزاز”، تحت مسمّى “درع الفرات”، بعد يقينها أنَّ قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة تسعى لوصل مناطق منبج وكوباني مع عفرين، خاصَّةً إثر تحريرها بلدة “العريمة” التّابعة لمدينة “الباب”، فيما تمكَّنت وحدات حماية الشَّعب المنطلقة من عفرين من تحرير كامل مناطق الشَّهباء، واقتراب التقاء القوَّتين قرب مدينة الباب، فعمدت قوّات الاحتلال التُّركيّ إلى قطع الطريق والحيلولة دون وصل المنطقتين ببعضها.

– المرحلة الثّالثة من حملة “غضب الفرات” – عزل الرِّقَّة عن ريفها الشَّرقيّ:

إثر تحرير الرّيفين الشَّماليّ والغربيّ للرِّقَّة من تنظيم “داعش” الإرهابيّ؛ بدأت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في 04 فبراير/ شباط 2017 المرحلة الثّالثة لحملة “غضب الفرات” لتحرير ريف الرِّقَّة الشَّرقيّ وفصل قوّات تنظيم “داعش” الإرهابيّ عن المدينة. شَنَّت قوّات (قسد) في المرحلة الأخيرة هجوماً حاسماً على قوّات التَّنظيم في 06 مارس/ آذار 2017، تمكَّنت من تحرير الطريق السَّريع بين الرِّقَّة ودير الزور والوصول إلى نهر الفرات، كما حرَّرت قاعدة “الكُبَر” العسكريّة، والتي كانت سابقاً منشأة نوويّة. وبذلك حاصرت التَّنظيم داخل مدينة الرِّقَّة.

– بدء عمليّة تحرير مدينة الرِّقَّة:

أعلنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بدء عمليّة تحرير مدينة الرِّقَّة، العاصمة المزعومة لتنظيم “داعش” الإرهابيّ، في 06 يونيو/ حزيران 2017 عمليّة تحرير المدينة.

بالتَّزامن مع بدء حملة تحرير مدينة الرِّقَّة؛ عمدت قوّات النِّظام في 17 يونيو/ حزيران 2017 شَنَّت قوّات النِّظام السُّوريّ هجمات واسعة النِّطاق على المناطق التي حرَّرتها (قسد) من التَّنظيم الإرهابيّ.

خاضت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة طيلة أكثر من شهر ونصف معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”، وعلى كافَّة المحاور، وتمكَّنت لغاية 16 يوليو/ تمّوز من تحرير أربعة أحياء بالكامل، وهي “المشلب، الطيّار، اليرموك والجزرة”، فيما كانت الاشتباكات مستمرّة في العديد من الأحياء والمناطق الأخرى.

وفي الأوَّل من شهر أغسطس/ آب؛ وصلت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة إلى حيَّي “المنصور والرَّشيد”، وفي الجهة الشَّماليّة دخلت أحياء “البريد، المرور والنَّهضة” وتمكَّنت من تحريرها، وخلال الاشتباكات الضارية قتل العشرات من عناصر التَّنظيم.

في 10 سبتمبر/ أيلول 2017، وصلت قوّات سوريّا إلى محيط “الملعب البلديّ”، الذي أطلق عليه الأهالي اسم “الملعب الأسود”، نظراً لكثرة الإعدامات التي نفَّذها التَّنظيم الإرهابيّ فيه بحَقِّ الأهالي. وكان الملعب نقطة إستراتيجيّة تتحصَّن فيها عناصر قياديّة من التَّنظيم، ودارت فيه أعنف الاشتباكات على الإطلاق منذ بداية الحملة.

وفي 15 سبتمبر/ أيلول 2017؛ أعلنت (قسد) أنَّها حرَّرت /22/ حيّاً في مدينة الرِّقَّة، وأطلقت الحملة اسم “معارك الشَّهيد عدنان أبو أمجد” على آخر المعارك التي كانت تخوضها في الرِّقَّة، وذلك بعد استشهاد قائد مجلس منبج العسكريّ “عدنان أبو أمجد” في الحملة.

وفي 17 سبتمبر/ أيلول؛ أكَّدَت النّاطقة الرَّسميّة باسم حملة غضب الفرات “جيهان شيخ أحمد” عن انتهاء العمليّات العسكريّة المباشرة ضُدَّ تنظيم “داعش” الإرهابيّ داخل مدينة الرِّقَّة، وتحرير كامل المدينة، والبدء بعمليّات تمشيط الأحياء المُحرَّرة بحثاً عن مخابئ وجيوب محتملة للتَّنظيم.

وأعلنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة عن تحرير كامل المدينة وريفها في 20 أكتوبر/ تشرين الأوَّل 2017، خلال مؤتمر صحفيّ عُقِدَ في دوّار “النَّعيم” وسط المدينة.

5 – حملة عاصفة الجزيرة:

فيما كانت حملة “غضب الفرات” ومعاركها مستمرّة؛ وتمكَّنت قوّات (قسد) من تحرير نحو 70% من مدينة الرِّقَّة؛ أعلنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في التّاسع من سبتمبر/ أيلول 2017، عن بدء حملة جديدة تحت اسم حملة “عاصفة الجزيرة” لطرد تنظيم “داعش” من شرق محافظة دير الزور، وتحرير ما تبقّى من أراضي الجزيرة السُّوريّة وشرقيّ نهر الفرات، وريف دير الزور الشَّرقيّ من الإرهاب.

وفيما كانت معارك تحرير دير الزور على أشُدِّها وتُحقِّقُ انتصارات باهرة؛ بادرت مجموعة من شيوخ ووجهاء العشائر والفعّاليّات الاجتماعيّة والسِّياسيّة والثَّقافيّة في دير الزور، في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2017، إلى إنشاء لجنة تحضيريّة لمناقشة أسس ومنطلقات تأسيس مجلس دير الزور المدنيّ، بغية التوصّل إلى هيكليّة نهائيّة تُعبِّر عن تطلّعات أهالي المدينة، وتكون معنيّةً بإدارة المدينة فور تحريرها.

وأعلنت اللجنة التَّحضيريّة المنبثقة عن الاجتماع، دعمها ومساندتها لحملة “عاصفة الجزيرة” ودعت شباب دير الزور إلى المبادرة للانتساب إلى قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

تمكَّنَ مقاتلو (قسد) في 13 سبتمبر/ أيلول 2017 من تحرير “محلج القطن”، أكبر المنشآت الصناعيّة في دير الزور، بعد معارك عنيفة مع عناصر التَّنظيم الإرهابيّ. وبذلك تمكَّنوا من قطع الطريق الواصل بين دير الزور، الحسكة ومنطقة الصور، وفي وقت لاحق سيطرت عليه بشكل كامل.

استمرَّت الحملة في تحقيق الانتصار تلو الآخر، وكانت المفاجأة والصدمة الكبرى للتَّنظيم في صبيحة 23 سبتمبر/ أيلول 2017، عندما تمكَّنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من السَّيطرة على محطَّة “العزبة” النَّفطيّة وشركة “كونيكو”، بعد حصار دام يومين.

تقدَّمت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة بشكل ملحوظ ووصلت إلى مشارف مدينة “البوكمال” من الطرف الشَّرقيّ لنهر الفرات، وسط اشتباكات عنيفة، أسفرت عن مقتل عدد كبير من عناصر التَّنظيم.

في 10 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2017، عقد اجتماع بين قيادات من (قسد) ومسؤولين عسكريّين عراقيّين، اتّفقَ الطرفان على تشكيل مركز مشترك للتَّنسيق بهدف حماية أمن الحدود ومنع تسلّل عناصر “داعش” إلى الجانبين.

وغداة تحرير حقل “كونيكو”؛ نفَّذَ الطيران الرّوسيّ في 25 سبتمبر/ أيلول اعتداءً هو الثّاني من نوعه خلال أيّام معدودة، حيث استهدف الحقل، ما تسبَّب بخسائر في صفوف (قسد)، بالإضافة إلى إلحاق أضرار خسائر ماديّة بالبنية التَّحتيّة للحقل.

خلال الفترة الممتدَّة من بدء الحملة وحتّى 17 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2017؛ تمكَّنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من تحرير عشرات البلدات والقرى، وحقول النَّفط والغاز مثل “كونيكو، العزبة، العمر، مراط، التَّنك” وغيرها، والتي كان يعتمد عليها تنظيم “داعش” في تمويل نفسه وعمليّاته الإرهابيّة.

6 – معركة دحر الإرهاب:

توقَّفت الحملة عِدَّةَ أشهر؛ بغية إجراء تحضيرات لبدء المرحلة الأخيرة من حملة “عاصفة الجزيرة” والتي أطلق عليها اسم “معركة دحر الإرهاب”، والتي تَمَّ إعلان البدء بها في 10 سبتمبر/ أيلول 2018، لتحرير ما تبقّى من ريف دير الزور الشَّرقيّ في مناطق “هجين، السوسة والشّعفة” ومحيطها في الرّيف الشَّرقيّ لدير الزور.

خلال أربعة أشهر من المعارك والاشتباكات العنيفة بين قوّات (قسد) وتنظيم “داعش” الإرهابيّ، تعرَّضَ الأخير إلى خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، تخلَّلتها هجمات مرتدَّة عديدة للتَّنظيم، مستغلّاً العواصف الرَّمليّة التي ضربت المنطقة أثناءها، من بينها هجومه على مخيّم للنّازحين قرب بلدة “البحرة”، وقتله واختطافه العديد من النّازحين.

أوقفت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في بداية ونهاية عام 2018 عمليّاتها العسكريّة ضُدَّ التَّنظيم؛ الأوَّلى بسبب الهجوم الذي شنَّته دولة الاحتلال التُّركيّ على مدينة عفرين في 20 يناير/ كانون الثّاني 2018، واستأنفتها في مايو/ أيّار 2018، والثّاني بسبب الهجمات التي شَنَّها الاحتلال التُّركيّ على ريف كوباني وتل أبيض. وبعد تقديم التَّحالف الدّوليّ “تطمينات” بعدم إقدام الاحتلال التُّركيّ على تكرار العمليّة، ونشر التَّحالف دوريّاته على الحدود، استأنفت (قسد) عمليّاتها ضُدَّ تنظيم “داعش” في ريف دير الزور.

خلال العمليّات؛ أوقفت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة عمليّات الاشتباك المباشر مع التَّنظيم، ولمرَّتين اثنتين؛ بهدف إجلاء المدنيّين المحاصَرين والذين استخدمهم التَّنظيم دروعاً بشريّة له. ساعدت (قسد) آلاف المدنيّين على الفرار واللّجوء إلى مناطقها، هرباً من التَّنظيم، الذي كان يعمد إلى استهدافهم وقتلهم دون رأفة أو شفقة، وكان مقاتلو (قسد) يوصلونهم إلى المناطق الآمنة. وكان بين من سلَّم نفسه لمقاتلي (قسد) أعداد كبيرة من عناصر “داعش” وعوائلهم أيضاً.

وفي 23 مارس/ آذار 2019، أعلنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة عن تحقيقها النَّصر النِّهائيّ والقضاء على تنظيم “داعش” الإرهابيّ جغرافيّاً، وذلك في مؤتمر صحفيّ عقدته القيادة العامَّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في حقل “العمر” النَّفطيّ. وشاركت فيه قوّات التَّحالف الدّوليّ، وممثّلين سياسيّين من الإدارة الذّاتيّة وعن الولايات المتّحدة ودول التَّحالف. وبذلك تمكَّنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من إنهاء التَّنظيم ودولته المزعومة، لتكتب نهاية حقبة الظلام والخوف التي سادت المنطقة طيلة 5 سنوات من حكم تنظيم “داعش” الإرهابيّ.

– مشاركة التَّحالف الدّوليّ في ملاحقة قيادات التَّنظيم:

إلى جانب تلك الحملات العسكريّة الكبيرة؛ شاركت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة قوّات التَّحالف الدّوليّ في ملاحقة زعيم تنظيم “داعش” الإرهابيّ “أبو بكر البغداديّ”، والمشاركة في القضاء عليه ببلدة “باريشا” بريف إدلب بتاريخ 27 أكتوبر/ تشرين الأوَّل 2019. وكذلك شاركت في عِدَّةِ عمليّات أخرى لإلقاء القبض على قيادات وعناصر التَّنظيم الإرهابيّ في المناطق التي تحتلُّها تركيّا، وفي أوقات مختلفة.

7 – العمليّات الأمنية:

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة العديد من العمليّات العسكريّة والأمنيّة ضُدَّ خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ في عِدَّةِ مناطق من شمال وشرق سوريّا، وخاصَّةً في ريف دير الزور الشَّرقيّ، ومن أهمّ تلك العمليّات:

1 – عمليّة ردع الإرهاب في دير الزور:

أطلقت (قسد) المرحلة الثّانية للعمليّة الأمنيّة “ردع الإرهاب” ضُدَّ خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ في ريف دير الزور الشَّماليّ، في 26 سبتمبر/ أيلول 2020، استهدفت بشكل رئيسيّ الأنفاق وطرق التَّهريب التي تستخدمها خلايا التَّنظيم في الزور للاختباء وتهريب العناصر والسِّلاح عبر “وادي العجيج” على الحدود السُّوريّة/ العراقيّة.

وكانت (قسد) قد أطلقت عمليّة “ردع الإرهاب” مطلع يونيو/ حزيران 2020، على مرحلتين لملاحقة خلايا “داعش” بريفي دير الزور والحسكة، وأسفرت عن اعتقال العشرات من عناصر التَّنظيم.

2 – عمليّة السَّلامة والأمن الأوَّلى والثّانية في مخيَّم الهول:

بعد تزايد نشاطات تنظيم “داعش” الإرهابيّ داخل مخيَّم “الهول” المكتظّ بعناصر وعوائل التَّنظيم، وإقدامهم على تنفيذ عمليّات إرهابيّة في المخيّم، من قتل وتعذيب وفرض نظامه الإرهابيّ على قاطني المخيّم، إضافة إلى محاولات تهريب عناصره من المخيّم؛ أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في 28 مارس/ آذار 2021 عمليّة أمنيّة في المخيّم تحت اسم “السَّلامة والأمن” بهدف فرض الأمن والاستقرار فيه، لإلقاء القبض على العناصر الإرهابيّة، وإزالة كُلِّ ما من شأنه أن يزعزع أمن المخيّم. وخلال العمليّة اعتقلت (قسد) العشرات من عناصر “داعش” المتورّطين في ارتكاب أعمال قتل وإرهاب بحَقِّ سُكّان المخيّم، إضافة لاكتشافه عدداً من الأنفاق التي يستخدمها الإرهابيّون في الهروب والاختباء.

3 – عمليّة مطرقة الشُّعوب:

نفَّذَ عناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ في 20 يناير/ كانون الثّاني 2022، هجوماً على سجن “الصّناعة” بحي “غويران” في مدينة الحسكة، بهدف تهريب عناصره من السِّجن. وعمد إلى تفجير سيّارات مفخَّخة أمام بوّابات السِّجن، فيما نفَّذَ عناصره داخل السجن اعتصاماً، استطاعوا من خلاله الخروج وقتل عناصر الحراسة، لتبدأ الاشتباكات بين مقاتلي قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة وعناصر تنظيم “داعش” الإرهابيّ، الذين تمكَّن عدد منهم الهروب من السِّجن والتسلُّلَ إلى بعض أحياء الحسكة.

فرضت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة حصاراً كاملاً على السِّجن والأحياء التي تسلَّل إليها العناصر القادمة من الخارج وممَّن تمكَّنوا الهروب من السِّجن والاختباء، ولتندلع اشتباكات عنيفة، دامت تسعة أيّام تقريباً، تمكَّنت خلالها قوّات (قسد) من قتل عدد كبير من الإرهابيّين، وإلقاء القبض على جميع من هربوا من السِّجن، بعد أن نفَّذت (قسد) عمليّة تمشيط واسعة في الأحياء التي تسلَّلوا إليها.

وخلال العمليّة قتل عشرات الإرهابيّين، فيما استشهد /123/ مقاتلاً من قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

4 – عمليّة صاعقة الجزيرة:

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في 29 ديسمبر/ كانون الأوَّل 2022، عمليّة “صاعقة الجزيرة” في ريفي الحسكة والقامشلي، لملاحقة خلايا تنظيم “داعش”، وبمشاركة قوى الأمن الدّاخليّ وبالتَّنسيق مع التَّحالف الدّوليّ، واستهدفت بشكل رئيسيّ منطقتي “الهول وتل حميس” في الحسكة والقامشلي.

وأوضحت (قسد) أنَّ الحملة بدأت في المناطق التي انطلقت منها الهجمات الإرهابيّة الأخيرة ضُدَّ مخيّم “الهول” والحسكة وجنوب القامشلي، وللقضاء على النَّشاط الإرهابيّ لخلاياه ضُدَّ سُكّان المنطقة.

تمكَّنت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة من إلقاء القبض على عشرات العناصر من التَّنظيم، إضافة إلى استيلائه على كميّات كبيرة من الأسلحة، بما فيها مستودعات للذَّخيرة وتجهيز السيّارات المفخَّخة.

5 – عمليّة الانتقام لشُهداء الرِّقَّة:

العمليّة بدأتها في 24 يناير/ كانون الثّاني 2023، لملاحقة فلول خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ في الرِّقَّة وريفها. وجاءت العمليّة بعد تنفيذ خلايا التَّنظيم هجوماً على مركز لقوى الأمن الدّاخليّ داخل مدينة الرِّقَّة، أدّى إلى استشهاد /6/ عناصر، إضافة إلى استهداف مراكز عسكريّة ومدنيّة أخرى.

وذكر المركز الإعلاميّ لـ(قسد) أنَّ الحملة “تستهدف ملاحقة وضبط عناصر الخلايا الإرهابيّة بشكل أساسيّ، وفي مقدِّمتهم العناصر الخطيرة، وتدمير قنوات التَّواصل بينهم، وكذلك إزالة مخابئ نشاطاتهم المحتملة وتجفيف البيئة المساعدة لهم، بما فيها العناصر التي تيِّسر وتتستَّر على الخلايا وشبكات التَّجنيد والاستقطاب”.

وذكرت (قسد) أنَّه خلال العمليّة؛ “تَمَّ مداهمة عشرات النِّقاط والأوكار المحتملة للتَّنظيم الإرهابيّ في الرِّقَّة وأريافها، الطبقة وأريافها، الكرامة وصرّين وأريافهما”، لافتة إلى أنَّ “العمليّة جرت وفق الخطَّة المرسومة لها والتوقيت الزَّمنيّ المُحدَّد لها، وحقَّقت نتائج فوريّة وحازمة”.

وأضافت أنَّ العمليّة جاءت بعد معلومات تفيد بمحاولات جديدة للتَّنظيم بإعادة تشكيل صفوف الخلايا التّابعة له وتعيين متزعّمين جُدَد في منطقة الفرات، والانتقال من الهجمات الفرديّة إلى الهجمات الجماعيّة التي تستهدف السُّجون ومراكز احتجاز عناصر “داعش” الإرهابيّة.

6 – عمليّة القَسَمْ لمكافحة العملاء والجواسيس:

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، في 31 يوليو/ تمّوز 2022، عمليّة أمنيّة تحت اسم “عمليّة القَسَمْ” استهدفت العملاء والجواسيس من المتعاونين مع تركيّا، الذين قالت إنَّهم تسبَّبوا من خلال عملهم وتعاونهم مع الاحتلال التُّركيّ باستشهاد عددٍ من مقاتليها.

وقالت القيادة العامَّة لـ(قسد) إنَّها أطلقت “عمليّة القَسَمْ” في ثمانية مدن بشمال شرقي سوريّا، واعتقلت /36/ متَّهماً بالتجسُّس لصالح تركيّا.

وأكَّدَت أنَّها حصلت “على قسم كبير من الأدلِّة والوثائق الدّامغة التي تُدينهم، ولم يكن أمام هؤلاء إلا أن يعترفوا بذنوبهم ولاتزال التَّحقيقات مستمرِّةً مع عددٍ منهم”.

وأضافتِ القيادة العامّة، أنّها ستكشف وتفضح جميع الفاعلين الذين تسبّبوا باستشهاد مقاتليها وتحاسبهم.

وأكَّدَت (قسد) أنّها أوفت بهذا القَسَمْ، وأنّ نضالها وكفاحها سيستمرّ ضُدَّ الأساليب التي وصفتها بالقذرة التي ينتهجها الاحتلال التُّركيّ، مشدِّدَةً على محاسبة كلِّ مَن يخون أرضه ووطنه وشعبه ومجتمعه ويصبح عميلاً للاحتلال التُّركيّ، على حدّ وصفها.

وكانتِ الوحدات الخاصّة بـ(قسد) قد ألقَتِ القبضَ على خليّةٍ من ثلاثةِ جواسيسَ تضمّ رجلاً وامرأتين، قالت إنّهم عملوا في أنشطة تجسُّس لصالح الاحتلال التُّركيّ، وزوَّدوا الاحتلال بمعلوماتٍ حول تحرّكات قياديّين بـ(قسد) استهدفتهم مسيّرات الاحتلال التُّركيّ.

وأسفرت العمليّة عن اعتقال نحو /35/ شخصاً يعملون عملاء وجواسيس لصالح استخبارات دولة الاحتلال التُّركيّ، وتسبَّبوا في استشهاد العديد من قيادات (قسد) والعاملين ضمن مؤسَّسات الإدارة الذّاتيّة، وكذلك أشخاصاً مدنيّين، إضافة إلى نقلهم معلومات عن مواقع للقوّات العسكريّة والإدارات المدنيّة، كانت سبباً في استهدافها من قبل الاحتلال التُّركيّ.

7 – عمليّة تعزيز الأمن:

أطلقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة في 27 أغسطس/ آب 2023، لملاحقة ما تبقّى من خلايا تنظيم “داعش” الإرهابيّ في ريف دير الزور الشَّرقيّ، ومكافحة تجارة المُخدِّرات، وإنهاء الفوضى السّائدة في بعض البلدات والقرى بريف دير الزور الشَّرقيّ.

تمكَّنت قوّات (قسد) من إلقاء القبض على عشرات العناصر من تنظيم “داعش” الإرهابيّ، وكذلك عناصر المرتزقة ممَّن تسلَّلوا من مناطق غربيّ نهر الفرات، من ريف “البوكمال والميادين” لنشر الفوضى وزعزعة أمن واستقرار المنطقة.

انكشف المخطَّط الذي كانت تقف وراءه قوّات النِّظام، وبعض الأشخاص ممَّن يدعون أنَّهم يمثّلون “عشائر دير الزور”، بأنَّهم وراء نشر الفوضى، تحت زعم “قوّات العشائر”، حيث تبيَّن من خلال الاعترافات التي أدلى بها بعض عناصر المرتزقة ممَّن ألقت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة القبض عليهم، أنَّهم عناصر ممّا تُسمّى بقوّات “الدِّفاع الوطنيّ” التّابعة للنِّظام السُّوريّ، وأنَّ هي من سلَّحتهم ودفعتهم إلى محاولة خلق فتنة “كُرديّة – عربيّة” في المنطقة، ليتسنّى لقوّات النِّظام السَّيطرة على المنطقة.

وفي إحدى بيانات المركز الإعلاميّ لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، أوضح أنَّ الأحداث التي نفخ فيها إعلام النِّظام السُّوريّ، وادّعى بأنها “انتفاضة العشائر”، ما هي إلا مخطَّط تَمَّ التوافق بينه وبين عِدَّةِ أطراف، منها الاحتلال التُّركيّ، وأنَّ ما يزعمون بأنَّها “انتفاضة”، لم تكن سوى أعمال شغب وفوضى في خمس بلدات صغيرة في ريف دير الزور الشَّرقيّ والشَّماليّ، وهي: “البصيرة، الشحيل، جديدة عكيدات، جديدة البكّارة وذيبان”.

وخلال ستّة أيّام تمكَّنت قوّات (قسد) من طرد جميع المرتزقة القادمين من الضفَّة الغربيّة لنهر الفرات وملاحقتهم، حيث قتل عدد منهم في النَّهر وخلال الاشتباكات داخل تلك البلدات، واستعادت (قسد) فرض الأمن والاستقرار فيها.

هذا فيما بادرت الإدارة المدنيّة في دير الزور إلى إعادة الخدمات الأساسيّة إلى تلك البلدات، مثل تشغيل الأفران ومحطّات المياه والكهرباء التي دمَّرها وسرق محتوياتها المرتزقة، وكذلك عادت المؤسَّسات المدنيّة لتمارس أعمالها المعتادة.

أسفرت العمليّة عن مقتل عشرات المرتزقة وإلقاء القبض على عدد مماثل، فيما استشهد خلال العمليّات /23/ مقاتلاً من قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة.

حاول المرتزقة المدعومين من النِّظام السُّوريّ إعادة الهجوم مَرَّةً أخرى، وبتوجيه من “إبراهيم الهفل” ونواف راغب البشير”، إلا أنَّ قوّات (قسد) أحبطت المحاولة.

وعقدت قيادات سوريّا الدّيمقراطيّة وممثّلون عن الإدارة الذّاتيّة وقوّات التَّحالف الدّوليّ اجتماعات مع شيوخ ووجهاء المنطقة، لدراسة مطالبهم المُحقَّة، والعمل على تطوير واقع المنطقة الخدميّ والاقتصاديّ والتَّعليميّ.

وأصدرت (قسد) عفواً عن المتورّطين بأعمال الفوضى ممَّن ألقت القبض عليهم، إلى جانب إطلاقها مبادرة لتسوية أوضاع آخرين غُرِّرَ بهم وشاركوا في الأحداث وأبدوا ندمهم عليها.

الخاتمة:

لقد أثبتت قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة أنَّها القوَّة الأكثر انضباطاً وفعّاليّة على السّاحة السُّوريّة، وخاضت تجارب عسكريّة كبيرة، استطاعت فيها أن تُحقِّقَ انتصارات يُشهَدُ لها، وانعكست بشكل إيجابيّ على سوريّا كَكُلّ، والعالم أجمع، فشكَّلت نقطة جذب واستقطاب للعديد من القوى للتَّحالف معها، وعلى رأسها قوّات التَّحالف الدّوليّ لمحاربة الإرهاب.

ولا تزال تلك المَسيرة مستمرّة بكُلِّ قوَّتها وألقها، رغم حجم التحدّيات والمؤامرات الكبيرة التي تواجهها، فهي قدَّمت حتّى الآن أكثر من /12/ ألف شهيد إلى جانب /20/ ألف جريح ومُصابٍ في جميع حملاتها العسكريّة ضُدَّ الإرهاب والاحتلال التُّركيّ.

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *