إلى شعبنا والرأي العام!

التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى متمثلاً في شخص أبطال هذا الوطن. فقد بصم أوفياء و محبي هذه الأرض بصماتهم على عصر حرية الشعوب، بوجودهم وبتلك الملاحم التي صنعوها. انضمت رفيقتنا جيجيك كيليج، باسمها الحركي بـ Mezra Botan ، إلى صفوف الحرية في عام 2015 هادفة إلى الانتقام من النظام الفاسد للدولة التركية المحتلة ذات نهج الإبادة الجماعية. كانت الرفيقة مزرا شخصية تتحلى بالشجاعة في صفوف الحرية ومن خلال شخصيتها عبرت عن ثقافة شعب بوطان المقاوم. كما ان تلك الشخصية التي كانت تتحلى بها الرفيقة مزرا في ثورة روج آفا، لدرجة أنهُ كان لها مكانة في قلوب وعقول جميع رفاقها وكانت أحدى مناضلات هذه الثورة. مثلما تتدفق الثورة بحماس كبير وتعطي حياة جديدة لجميع أرواح هذه الأرض ، أصبحت الرفيقة مزرا أيضًا بنفس الحماس الكبير الروح المعنوية لرفاقها.

ففي قلبها وعقلها، لم يكن ينقصها الإيمان بالنجاح أبدًا. لأنها كانت تعتقد بأن النجاح لا يمكن تحقيقهُ إلا من خلال العمل الجاد. تقربت الرفيقة مزرا بهذه المعرفة من كافة مهامها الثورية. لكي تكون جزءًا من هذه الثورة ، قبل كل شيء، تعمقت في مبادئ وايديولوجية حرية المرأة. وقد جسد هذا التعمق رفاقية عميقة في شخصية الرفيقة مزرا حتى النهاية.

نشأت مزرا مع ثقافة بوطان المقاومِة دون أن ينقطع صوت  صراخ أبطال الجزيرة في الأقبية تحت الأرض ودون أن تنسى الأم طيبة، التي بقيت على الأرض لعدة أيام في شوارع سيلوبي، واصلت القتال للانتقام لتلك الصرخات. إن قسم الأبطال عظيم مثل مزرا بوطان ، لذا فإن كل لحظة في حياتهم لها مغزى مثل كرامتهم و عزة نفوسهم.

من أجل الوصول إلى هدفها، بعد جهد متواصل و عمل دؤوب، توجهت الرفيقة Mezra إلى ساحة تدريب القناص في عام 2018، تطورت في مهارة القناص وعملت بجهد و نشاط ضمن صفوف الثورة. في 9 تشرين الأول / أكتوبر 2019 ، عندما توجهت الدولة التركية المحتلة إلى الأرض المقدسة، رفعت البطلة مزرا سلاحها على كتفيها وتوجهت إلى كري سبي. فأولئك الذين لا يكتفون بسفك دماء أطفال هذا الوطن يتوجهون إلى تدمير وطن الأبطال وذوات الضفائر الحمراء بطريقة قذرة ووحشية. ولكي تصبح الرفيقة مزرا جواباً على صراخ الأطفال  وآهات المسنين وأصوات الأمهات التي تصرخن بقلب محترق، حاربت الرفيقة مزرا الغزاة بروح عالية.  فقد  أقسمت الفتاة الشجاعة وكسائر الأبطال على أن لا تطأ أقدام الحاقدين هذه الأرض المقدسة. بذلك القناص الذي حملته على كتفها دافعت عن وطنها في كل لحظة من حياتها  المقاومة. كانت مزرا ذات القلب الشجاع مصدرًا للمعنويات وقوة الثقة بالنصر لرفاقها في خنادق المقاومة على الدوام. أقسمت ذات الضفائر الحمراء لهذه الثورة على دماء رفاقها  بأن لا تتوقف عن النضال وإن بقيت ذرة واحدة من تراب هذا الوطن يأن تحت وطأة الاحتلال، فلن تتوقف عن الكفاح وستبقى دائمًا حريصة على الوفاء بوعدها. بعد رؤية حقيقة الاحتلال، أصبحت الرفيقة مزرا أكثر ارتباطًا بقيم الثورة وأكثر نشاطًا من ذي قبل.

وصلت رفيقتنا البطلة مزرا بوطان، وهي تدافع عن كرامة وهوية شعبها، إلى مرتبة الشهادة في 17 حزيران 2023 في بلدة عين عيسى إثر قصف دولة الاحتلال التركي. في  البداية، نعرب عن تعازينا لعائلة رفيقتنا القيّمة مزرا بوطان ولجميع أبناء شعبنا الذي يملك العزم والتصميم على الوصول إلى المرأة حرة.

ينسى المحتلون والأعداء أن هذه الثورة تكبر و تقوى برفاقنا الشهداء. ونحن  كرفاق الرفيقة مزرا ، لن نسمح  بأن يهوى العلم الذي قامت بتسليمه إلينا و الذي يرفرف في سماء بلد الشمس. سيتوجه أوفياء و عشاق هذه الأرض دائمًا لتحقيق الأحلام التي لم تكتمل بهدف الانتقام. لن ننسى أبدًا الوعد الذي قطعناه للأبطال و ذوات الضفائر الحمراء لهذه الأرض. وعدنا هو تحقيق أحلام رفاقنا.

سجل رفيقتنا الشهيدة كالتالي:

الاسم الحركي: مزرا بوطان

الاسم والكنية: Çiçek Kiliç

اسم الأم: غولر

اسم الأب: صديق

مكان الميلاد: سلوبي- شرنخ

مكان وتاريخ الاستشهاد: 17.06.2023 / عين عيسى

 

 

القيادة العامة لوحدات حماية المرأة YPJ

15-07-2023

   

شاهد أيضاً

إلى الصحافة والرأي العام!

تهاجم دولة الاحتلال التركي البنية التحتية لشمال شرق سوريا تحت ذريعة العملية التي حدثت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *