في ذكرى تحرير الطبقة.. دماءُ شُهدائِنا امتزَجَت مع مياه الفرات لِتُحَرِّرَ السَّدَ من الإرهابِ

يصادف اليوم الذكرى السنوية السادسة لتحرير قوّات سوريا الديمقراطية سدّ الفرات وكذلك مدينة الطبقة من تنظيم داعش الإرهابي.

قصة التحرير:

تَحتَلُّ مدينة الطبقة موقعاً إستراتيجيّاً وهامّاً في سوريّا، لوجود سَدِّ الفرات، والذي يُعَدُّ أكبر سَدٍّ في سوريّا، ومصدراً هامّاً لتوليد الطاقة الكهرومائيّة، كما يُساهم في رَيِّ مساحات شاسعة من الأراضي الزِّراعيّة.

سيطرَ تنظيم “داعش” الإرهابيّ على المدينة في أغسطس/ آب 2014، وارتكب فيها مجازر دمويّة بحَقِّ المدنيّين طيلة فترة سيطرته، حيث حَلَّ معه الظلام والجهل وقيّد فيها الحُرّيّات وفرض عليها نظاماً قرووسطيّاً.

أَطلقت قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة أواخر عام 2016 حملة (غضب الفرات) لتحرير المدينة والسَدِّ من التَّنظيم الإرهابيّ، وبدأتها من الريف، وتمكَّنت من تحرير كامل المدينة في 15 إبريل/ نيسان 2017، فيما تحصَّن عُتاةُ إرهابيّي “داعش” في جسم سَدِّ الفرات، كما احتجزوا معهم عدداً كبيراً من المدنيّين والمعتقلين واتّخذوا منهم دروعاً بشريّة في محاولة لإنقاذ أنفسهم من المصير المحتوم الذي ينتظرهم.

عَمَدَ بعدها التَّنظيم الإرهابيّ إلى إغلاق جميع بوّابات تصريف المياه في السَدِّ، كما تعاونت معه دولة الاحتلال التُّركيّ آنذاك كنوع من محاولة إنقاذ حليفتها، وتعمَّدت هي أيضاً فتح بوّابات سدودها ليزداد تدفّق وجريان مياه الفرات ويرتفع منسوبها أمام السَدِّ، ما شَكَّلَ مخاطِرَ جدّيّةٍ على جسمه من الانفجار، وكذلك ازدادت المخاوف من غرق جميع المدن الواقعة على سرير النَّهر في سوريّا والعراق، وأوَّلُها مدينة الرِّقَّة.

بعدها عمد التَّنظيم الإرهابيّ إلى التَّهديد بتفجير السَدِّ، أو فتح البوّابات الثَّمانية كُلَّها دُفعةً واحدة، ما قد يُشَكِّل كارثةً كبيرةً في كُلٍّ من سوريّا والعراق.

تداركت قوّاتنا، قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة، الخطر المُحدق بالسَدِّ، وتعاملت بحذرٍ وحسّاسيّة شديدة مع هذا التَّهديد، ونَسَّقَت مع قوّات التَّحالف الدّوليّ لمحاربة الإرهاب، ونَفَّذَت إنزالاً برمائيّاً في قناة البَلّيخ بتاريخ 10 مايو/ أيّار، ما مكَّنهم من دخول السَدّ ومحاصرة عناصر التَّنظيم الإرهابيّ داخله، ومن ثُمَّ إلقاء القبض عليهم وتحرير جميع الأسرى والمعتقلين لديه، ولِيّتُمَّ بذلك تحرير السَدِّ بالكامل. وكان لشجاعة ومَهارة وخِبرَةِ مقاتلينا الدَّور الأكبر في عمليّة تحرير السَدِّ.

إنَّنا وإذ نستذكر هذه الذِّكرى الغالية على قلوبنا، فإنَّنا في الوقت ذاته، نَنحني إجلالاً واحتراماً لشهدائنا الذين قَدَّموا دماءهم فداءً في عمليّة تحرير المدينة والسَدّ،ِ وامتزجت دماؤهم مع مياه الفرات، كما نستذكر جميع شهدائنا في معارك التَّحرير والمقاومة ضُدَّ الإرهاب والاحتلال التُّركيّ، ونتعهّدُ بأن تَظَلَّ مدينة الطبقة رمزاً للتَّعايش السِّلميّ وأخوّة الشُّعوب، بعدما خلعت بدماء أبنائها ثَوب الظلام والإرهاب عن نفسها، واختارت طريق البناء والحياة الكريمة.

الشهيد محي الدين كلو، أحد المقاتلين الأبطال الذين شاركوا بفعالية في تحرير سد الفرات ومدينة الطبقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. استشهد فيما بعد بقصف لطائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي بقامشلو بتاريخ ٠٩ آب ٢٠٢٢
الشهيد محي الدين كلو، أحد المقاتلين الأبطال الذين شاركوا بفعالية في تحرير سد الفرات ومدينة الطبقة من قبضة تنظيم داعش الإرهابي. استشهد فيما بعد بقصف لطائرة مسيرة تابعة للاحتلال التركي بقامشلو بتاريخ ٠٩ آب ٢٠٢٢

 

شاهد أيضاً

التقرير الشهري لانتهاكات الدولة التركية _ أب

انتهاكات احتلال الدولة التركية لشهر اب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *