جبهة المرأة للشهباء…عام حافل بالانجازات

تولين حسن

قسم الأعلام لمكتب العلاقات العامة YPJ-الشهباء – أعلنت رسمياً عن تشكيلها باسم “كتيبة الشهيدة جيان أحرص”، وحملت بين طياتها قوة وإصرار عشرات الشابات الثوريات من مناطق الشهباء للمرة الأولى، وخطون خطوات تاريخية في فترة زمنية قليلة، تحولت بعدها من كتيبة إلى جبهة حماية المرأة للشهباء، قدمن ضمنها ملاحم بطولية ضد المرتزقة.

ويصادف اليوم 8 حزيران الذكرى السنوية الأولى لتشكيل كتيبة الشهيدة جيان أحرص الخاصة بنساء مناطق الشهباء اللواتي برز دورهن الريادي في الجبهات ضد العقلية السلطوية، وظلم المرتزقة والاحتلال التركي، وقدمن التضحيات وأبدين مقاومات كبيرة في سيبل نيلهن ونيل نساء الشهباء حريتهن.

بهذا الصدد نرصد في تقريرنا مقتطفات من منجزات الكتيبة التي توسعت وأصبحت جبهة لحماية المرأة للشهباء والتطورات التي أحدثتها في مجتمع مناطق الشهباء.

تعرضت مناطق الشهباء التي تتمير بفسيفساء شعوب الشمال السوري من كرد، عرب وتركمان، منذ عام 2012 لأبشع الانتهاكات من قبل المجموعات المرتزقة المختلفة بدء من التي تطلق على نفسها اسم الجيش الحر، وإلى مرتزقة داعش، والاحتلال التركي ومرتزقتها، الذين نهبوا المنطقة ودمروا القرى وهجروا أهلها والسعب لتغيير ديمغرافيتها، والأكثر من ذلك تعرض النساء بالأخص في تلك المناطق للإنتهاكات وظلم كل تلك المرتزقة.

وللوقوف بوجه تلك الانتهاكات وحماية النساء، طرحت مجموعة من النساء الثوريات من منبج، الباب، إعزاز، والسفيرة فكرة تشكيل قوة عسكرية خاصة بنساء مناطق الشهباء على غرار وحدات حماية المرأة، على قيادة لواء جبهة الأكراد الذي يعتبر الفصيل الثوري الأول الذي حمل على عاتقه مهمة حماية أبناء مناطق الشهباء من المرتزقة، ولتخليص نساء مناطق الشهباء من الظلم والمعاناة التي تشهدها على أيدي المرتزقة وافقت القيادة على تشكيل كتيبة للنساء تحت قيادتها.

تدريب المقاتلات وإعلان تشكيل كتيبة جيان احرص

افتتحت أول دورة تدريبية عسكرية للنساء الثوريات بعد مناقشة مستفيضة من قيادة اللواء مع الثوريات وأهالي المنطقة مؤكدين فيها أن لنساء الشهباء الحق في المشاركة العسكرية لتخلص النساء من وحشية المرتزقة، وعليه انضمت 13 شابة من مختلف مناطق الشهباء “احرص، الباب، الراعي، قبطان الجبل، كفر نايا، إعزاز” إلى الدورة التدريبية.

وتلقت المقاتلات خلال الدورة دروساً فكرية عن أهمية حرية المرأة وحمايتها، المساواة في المجتمع وغيرها من الدروس إلى جانب دروس عسكرية على كيفية استعمال الأسلحة وفنون القتال.

وأعلنت المقاتلات عن تشكيل أول كتيبة عسكرية لنساء مناطق الشهباء بعد انتهائهن تدريباتهن، باسم كتيبة الشهيدة جيان أحرص التابعة للواء جبهة الأكراد، بتاريخ الـ8 حزيران 2016، خلال مراسم عسكرية حضرتها عدة وسائل إعلامية ووجهاء مناطق الشهباء، وقادة جبهة الاكراد، إلى جانب حضور بارز لنخبة من قياديات وحدات حماية المرأة كدعم معنوي لنساء الشهباء بكونهن خطون خطوتهن التاريخية نحو التحرر والحرية.

تسارع الانضمام والتحول من كتيبة إلى جبهة

بادرت الشابات من مناطق الشهباء المتواجدات في مقاطعة عفرين والقرى المحررة في مناطق الشهباء للالتحاق بصفوف هذه الكتيبة بعد انتشار نبأ تشكيل قوة عسكرية خاصة بالنساء، وعليه افتتحت ثاني دورة تدريبية، وأطلق عليها اسم “دورة الشهيدة جاندا جودي”، وتلقت المنضمات الجدد دروساً فكرية عن أهمية التدريب، وأخرى عسكرية تناولت فنون القتال وكيفية استخدام الأسلحة، وأقيمت مراسم تخريج الدورة في 21 من آب/ أغسطس 2016 المنصرم.

ونظراً لازدياد عدد الملتحقات في مناطق الشهباء بكتيبة الشهيدة جيان احرص، دفعت قيادة الكتيبة إلى توسيع نطاقها لتصبح اسمها “جبهة حماية المرأة للشهباء” ومن حينها يزداد عدد المقاتلات المنضمات إليها.

أول مشاركة للمقاتلات في عمليات تحرير القرى

وحضيت المقاتلات بأول مشاركة فعالة في العمليات التحريرية في قرى وبلدات مناطق الشهباء ضد مرتزقة داعش، في 27 آب 2016، إلى جانب بقية الفصائل الثورية “جيش الثوار، لواء جبهة الأكراد، قوات العشائر، لواء الشمالي الديمقراطي”، وغيرهم، وكان لهن دور فعال في تحرير قرى “أم حوش، حربل، أم القرى، تل قراح، وحشية، حساجك، وسد الشهباء” التي استمرت حتى أواخر عام 2016.

 آلجين غيفارا أول شهيدة للجبهة

من خلال المشاركة التاريخية للمقاتلات، سطرت المقاتلة آلجين غيفارا مع رفيقاتها المقاتلات أعظم الملاحم البطولية في سبيل تحرير نساء الشهباء من ظلم المرتزقة، ولتكون آلجين الشهيدة الأولى لجبهة حماية المرأة التي استشهدت بتاريخ 2 أيلول 2016 في العمليات العسكرية، في حين التحقت 9 مقاتلات أخريات إلى مرتبة الشهادة بعد ثأرهن لرفيقتهن وتحرير العديد من النساء.

الظلم دفعهن لتشكيل قوة عسكرية

روجدا قباسين إحدى المقاتلات اللواتي شاركن في تأسيس كتيبة الشهيدة جيان احرص، أوضحت بأن نساء مناطق الشهباء ومنذ اندلاع الأزمة السورية عانين الويلات نتيجة الذهنية السلطوية الذكورية وحكم العادات والتقاليد البالية، وزادت عليها انتهاكات المرتزقة المتناوبين على احتلال مناطق الشهباء.

وقالت روجدا :”على ذاك الأساس، وجدنا من الضروري كشابات الالتفاف حول بعضنا والعمل على حماية النساء وتشكيل قوة نسائية تعمل على تخليص النساء، وفتح المجال أمامهن للتحرر وإثبات ذاتهن على غرار وحدات حماية المرأة التي ذاع صيتها في العالم.”

وأشارت روجدا بأنهن بعد تسليح أنفسهن عبر التدريب، استطعن وضع البنية الأساسية لقوتهن، وخطو خطوات تاريخية، والتأكيد بأن المرأة هي قائدة المجتمع.

 YPJ المثال الأعلى لتشكيل الكتيبة 

المقاتلة روناهي أمانوس أكدت بأن وحدات حماية المرأة كانت المثال الأعلى لتشكيل كتيبة الشهيدة جيان أحرص والانضمام إليها، وقالت:” لقد نزحت مع عائلتي إلى مقاطعة عفرين بعد سيطرة المرتزقة على قريتي، وكنت أشاهد في المقاطعة مقاتلات وحدات حماية المرأة يقفن أمام هجمات المرتزقة ويتصدين لهم، وتأثرت بالمقاومة التي يبدونها من أجل تحرير النساء، لذلك كنت أشعر بأننا كشابات من مناطق الشهباء أيضاَ باستطاعتنا حمل السلاح وتوعية أنفسنا للوقوف أمام المرتزقة وتخليص النساء اللواتي ما زلنا يعانين من ممارسات المرتزقة، لذا أعتبر YPJ المثال الأعلى لانضمامي وتشكيل الكتيبة”.

ومن جهتها هنأت روناهي كافة المقاتلات ضمن جبهة حماية المرأة للشهباء، وعلى ذوي الشهيدات، ذكرى تأسيس الكتيبة.

أما المقاتلة ارجين شورش لفتت بأنهن التحقن إلى كتيبة الشهيدة جيان احرص لتحرير شعوب شمال سوريا، وانهاء عهد المرتزقة في مناطقهن، وقالت “سنبقى على خطى نضال الشهيدة آلجين غيفارا ورفيقاتها”.

أما المقاتلة آلجين غيفارا التي أطلقت على نفسها اسم الشهيدة آلجين غيفارا تقول بأن عائلتها ساندتها بانضمامها إلى الجبهة، وأن هدفها في الانضمام السعي للدفاع عن المرأة وشعوب مناطق الشهباء وتحريرها من المرتزقة والاحتلال التركي، بهدف العيش على أرضهم ضمن مجتمع حر ومتساوي وأخلاقي.

استطعن تحطيم ذهنية المرتزقةوتحقيق إنجازات عظيمة

القيادية في كتيبة الشهيدة جيان احرص بريفان أمارا قالت بأنهن استطعن عبر تشكيل الكتيبة التي كانت المعبر التي نقلتهم من عهد العبودية إلى الحرية، مشيرةً بأن الكتيبة أصحبت جبهة لحماية المرأة للشهباء نتيجةً لمقاومتهن ونضالهن بإرادة صلبة والتي حطمت أحكام مرتزقة داعش ومرتزقة الاحتلال التركي المليئة بالسواد والحقد ضد إرادة المرأة.

ونوهت القيادية بريفان أمارا في ختام حديثها، بأن المقاتلات لعبن دوراً ريادياً وبارزاً في حملات تحرير قرى وبلدات مناطق الشهباء من المرتزقة، وسطرن أعظم الملاحم البطولية، وحفرن بدمائهن بصمتهن في تاريخ انتهاء عهد العبودية.

مصدر: وكالة هاوار

شاهد أيضاً

صحافة اليوم بتاريخ 28-11-2022

 أبرز ما جاء في حديث القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية لقناة روسيا اليوم أشار القائد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *