قصف مرتزقة داعش جعله يخسر عائلته وسببت له الإعاقة

خلفت الحرب التي صالت وجالت في مدينة الرقة دحراً للإرهاب المتمثل بمرتزقة داعش معاناة للكثير من الأهالي على غرار الفرح الذي عمهم بتحرير مناطقهم أحمد حميدي لم يفرح بذكرى التحرير مثل كفرح الآخرين لكنه بكى بحرقة على  أطفاله وزوجته الذين فقدهم بفعل قصف مرتزقة داعش العشوائي في مدينة الرقة.

أحمد الحميدي، الملقب ( أبو محمود ) من مواليد 1985 ومن سكان حي الدرعية من أبناء مدينة الرقة أحد الذين فقدوا عائلاتهم خلال معركة تحرير الرقة.

وتتألف عائلة الحميدي من 4 أطفال والزوجة، كانوا إحدى العوائل التي فارقت الحياة بسبب قصف داعش الهمجي عليهم، حيث كانت قذائف الهاون تنهال على منازل المدنيين بشكل مستمر، مما أدى إلى وفاة عائلة الحميدي جميعها باستثناء الطفلة “قطر الندى” التي تعرضت لإصابة شديدة في قدمها اليسرى.

ولم يسلم الحميدي من همجية داعش في القصف عندما خرج من بيته يطلب النجدة دخل إلى شارع مليء بالألغام، وانفجر به أحد هذه الألغام الذي أفقده قدميه وجعله طريحاً في الأرض، وتم نقله على أيدي مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية إلى مشفى تل أبيض في ذلك الوقت، ولا يدري ما جرى بعائلته بعد خروجه من مدينة الرقة.

ودفن الأهالي الذين كانوا متواجدين أثناء الحصار عائلة الحميدي، لكنهم لم يجدوا أحد أبنائه الذي يدعى “يزن” فقد بقي تحت الركام حسبما ذكر والده.

وخلال لقاء لوكالتنا مع المواطن أحمد حميدي سرد ما حدث معه وقال: “بعد إسعافي من الرقة إلى المشفى لم أكن أعلم ما حل بي، لكنني أذكر بأنني فقدت أطفالي وزوجتي، ولم أكن أعلم  ما حل بي لأنني لم أكن قادراً على الحركة كي أنظر إلى نفسي، فعلمت من قبل المشفى بأنني قد خسرت قدمي الاثنتين”.

وتابع الحميدي سرد قصته قائلاً: “لدي 3 أولاد وبنت واحدة محمود أكبرهم والثاني وهو المفقود واسمه “يزن” ولدي طفل آخر اسمه محـمد نور كان يبلغ من العمر 9 أشهر , وأما البنت فاسمها قطر الندى وهي الوحيدة التي نجت من الموت, ولكنها  تعرضت لإصابة بقدمها”.

وذكر الحميدي بأنه بحث عن طفله يزن في ركام المنزل بمساعدة الجيران وقال: “حاولت البحث مراراً وتكراراً عن ولدي يزن البالغ من العمر 4 سنوات الذي فقدته ساعدني العديد من أصدقائي بالبحث عن ابني بين الركام، لكن لم نستطع رفع الأنقاض عنه للتأكد إن كان متواجداً تحت الركام”.

وتساءل الحميدي في حديثه وقال: “لا أعلم إن كان ابني “يزن” على قيد الحياة عند عائلة ما أم أنه تحت الركام، وهذا ما يجعلني أبحث عنه تحت الركام كي لا أسأل نفسي إن كان على قيد الحياة أم لا، إن كان ميتاً سأجده حتماً تحت الركام وإن حياً لن أجده وهذا ما يطمئن قلبي ويجعلني آمل أن يأتيني في يوم من الأيام إلى المنزل”.

بعد إصابتي تم نقلي أنا وابنتي التي بقيت معي إلى تل أبيض ومكثت فيها قرابة الثلاثة أشهر، ولا أعرف عن ما تبقى من أهلي شيئاً كوالدتي وأخي الصغير, إلا أن التقيت بعائلتي بمخيم عين عيسى بعد 3 أشهر بعدما قام أحد الأشخاص بتعليق صورتي في تلك المنطقة لكي يتعرف عليّ الناس وعلى أمل إيجاد من تبقى من أهلي”.

وأكد الحميدي بأن المنظمات لم تقدم له شيئاً بالرغم من أنه معاق وقال: “بعد إصابتي زرت العديد من المنظمات التي عملت جاهدة على تصويري فقط وآخذ المقابلات التصويرية مني فالكل يعدون بمساعدتي ولم يقدموا لي شيئاً سوى الوعود”.

ولمساعدة المواطن أحمد الحميدي حدد فريق الاستجابة الأولية موعداً خلال الأسبوع القادم بالإجراءات اللازمة بحثاً عن الطفل “يزن” تحت ركام.

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *