أصدرت الفيدرالية السورية لمنظمات وهيئات حقوق الإنسان المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في سورية بياناً للرأي العام، بصدد الاحتلال التركي لعفرين وارتكابه الانتهاكات بحق أهالي عفرين.

الفيدرالية السورية لحقوق الإنسان دعت وخلال بيانها إلى عدة مطالب قدمتها للمجتمع الدولي والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان تهدف لإخراج الاحتلال من عفرين وفضح مخاطره.

ونص البيان هو:

يصادف يوم20 كانون الثاني2019 الذكرى السنوية الأولى المشؤومة لبداية الاعتداءات التركية على الأراضي السورية وغزو عفرين واحتلالها منذ 20كانون الثاني2018، وبالتعاون مع قوات المعارضة المسلحة السورية المحسوبة على تركيا,  في ظل صمت دولي مريب, وغياب أي اهتمام يذكر من معظم حكومات العالم , حيال ما قام به جيش الاحتلال التركي مع المسلحين السوريين المنتمين إلى فصائل معارضة، وبتواطؤ مريب من معظم الدوائر السياسية الدولية واصل العدوان التركي  كل عمليات اعتداءاته على الأراضي السورية مستخدماً أحدث صنوف الأسلحة البرية والجوية, وفي خروقات فاضحة لكل المبادئ والقواعد التي تحكم القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان ، وتم إفساح الطريق أمام الحكومة التركية لاستخدام كل أساليب العنف والعدوان ضد قوى مجتمعية حاربت الإرهاب وممثليه من داعش وغيرها. ففي مدينة عفرين نفس القوى المجتمعية التي حاربت قوى الإرهاب وتنظيماته، هي التي قاومت وتصدت للعدوان التركي والمسلحين الذين يقاتلون معه حيث أنهم قاموا بارتكاب العديد من الانتهاكات الفردية والجماعية بحق أهالي قرى ومدينة عفرين، علاوة على الحجم الهائل من التخريب والدمار وسقوط المئات من الضحايا المدنيين وغير المدنيين بين قتيل وجريح، جروحهم متفاوتة الشدة، والتهجير للآلاف من السكان الأصليين، إضافة إلى العديد من المجازر التي تتسم بالتطهير العرقي وترتقي إلى مصاف الجرائم الجنائية الدولية.

إن حجم القصف الجوي والصاروخي والمدفعي من قبل العدوان التركي والمتعاونين معه المشاركين في عملية ما سمي بـ”غصن الزيتون “، أتاح لهم التمدّد واحتلال مدينة عفرين وقراها، بالتدمير والقتل والترهيب، والواقع أنّه سرعان ما فرض الاحتلال على الأراضي التي أخضعها لسيطرته، سلطة المحتل التي لا تعترف بأي هوية أخرى. ونشير إلى بعض ممارسات مسلحي جيش الاحتلال التركي والمتعاونين معه:

1. الاضطهاد العرقي

2. ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية

3. ارتكاب أفظع الانتهاكات على حقوق المرأة

4. القتل والتمثيل بجثث الأسرى

5. محاكمات خارج القانون

6. الغنائم والمصادرات

7.  حرق الكتب والوثائق والآثار التاريخية

8.   تدمير وتفجير أماكن العبادة

9.  الاختطاف والإخفاء القسري والتعذيب والاغتيالات.

10. اختطاف الأطفال واحتجازهم كرهائن

11. الاختطاف والابتزاز: كمصدر تمويل مهم للإرهاب

12. القصف العشوائي والتفجيرات.

13. سرقة محاصيل الزيتون والجوز والأشجار المثمرة، وقطع الأشجار وتحويلها إلى حطب من أجل حرقها.

إن تلك النماذج من الأفعال هي جرائم حرب وجرائم دولية ضد الإنسانية، فهي من الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المرتكبة من قبل جيش الاحتلال والمجموعات المتعاونة معه ضد المدنيين، وكل من أصدر الأوامر أو ارتكب أو ساهم أو تعاون أو دعم هذه الأعمال الإرهابية يخضعون لسلطة القانون الدولي وللمحاسبة الجنائية عن أفعالهم وفي أي مكان بالعالم.

إن جيش الاحتلال التركي والجماعات المسلحة المعارضة التابعة له ,ارتكبوا جرائم حرب بحق المدنيين في عفرين بشكل يومي في حربهم العمياء ضد المدنيين ، مما شكل خرقاً صريحاً, حيث ترتقي هذه الجرائم إلى مصاف الجرائم الجنائية الدولية ، لأنها تمثل جرائم حرب حسب نظام روما الأساسي المخصص لجرائم الحرب ومن هذه الجرائم التي ارتكبت في مدينة (عفرين ) على سبيل المثال لا الحصر :

أولاً- قصف القرى والمناطق التابعة لعفرين وتدمير المساكن، التي ليست لها أية علاقة بالأهداف العسكرية.

ثانياً- تعمد توجيه هجمات وضربات بالمدافع والطائرات ضد السكان المدنيين، مجزرة مدجنة جلبرة.

ثالثاً- إلحاق تدمير واسع النطاق بالممتلكات الأثرية والأعيان المدنية دون أن تكون هناك ضرورة عسكرية تبرر ذلك وبطريقة عابثة 0

رابعاً- تعمد شن هجمات ضد الصحفيين، أو موظفين مستخدمين، أو مركبات مستخدمة في مهمة من مهمات المساعدة الإنسانية 0

خامساً– تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية والتعليمية والمستشفيات وأماكن تجمع المرضى والمصابين

سادساً– تعمد حصار المدنيين كأسلوب من أساليب الضغط على قوات سوريا الديمقراطية وذلك بقطع طرق الإمداد لمنطقة عفرين من أجل تزويدها بالأدوية والأغذية وتعمد قطع الاتصالات وشبكات المياه والكهرباء.

ونتيجة الحالة الكارثية التي يعيشها أهالي قرى ومدينة عفرين , بمختلف مكوناتهم,  من ممارسات واعتداءات قوى الاحتلال المشاركة فيما سمي بـ”عملية غصن الزيتون”, فإننا ندين ونستنكر بشدة جميع الانتهاكات التي ارتكبت بحق المواطنين السوريين  من قبل قوى الاحتلال  التي ارتكبت هذه الانتهاكات, ونعلن عن تضامننا الكامل مع أسر الضحايا السوريين جميعا, ونتوجه بالتعازي الحارة والقلبية, لجميع من قضوا من المواطنين السوريين ومن المدنيين وغير المدنيين في قرى ومدينة عفرين ,ومع تمنياتنا لجميع الجرحى بالشفاء العاجل, وندين ونستنكر جميع ممارسات العنف والقتل والاغتيال , التي مارستها قوى الاحتلال التركية, وكذلك فإننا ندين ونستنكر بشدة الاختفاءات القسرية وعمليات الخطف والاغتيالات بحق المواطنين السوريين ،أيا تكن الجهة التي ارتكبت هذه الانتهاكات, تركية أم سورية متعاونة معها, ونبدي قلقنا البالغ على مصير المختفين قسريا , ونتوجه إلى المجتمع الدولي بالمطالبة بالتحرك والعمل الجدي والسريع لوضع حد لهذا العدوان الموصوف على مدينة عفرين, باعتباره يمثل انتهاكا للسيادة السورية، ويقوض جهود الحلول السياسية القائمة وجهود مكافحة الإرهاب في سوريا.

ولأننا في الفيدرالية السورية لمنظمات وهيئات حقوق الإنسان المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، الموقعة أدناه، اعتبرنا ومنذ اللحظات الأولى أن احتلال عفرين هو عمل غير مشروع ويتناقض مع مبادئ ومقاصد الأمم المتحدة والقانون الدولي، وقمنا بإدانة واستنكار جميع ممارسات قوى الاحتلال التركية، وما زلنا ندعو إلى:

1) مطالبة القوات المحتلة بالانسحاب الفوري وغير المشروط من عفرين وجميع الأراضي السورية التي احتلتها.

2) فضح مخاطر الاحتلال التركي لعفرين وما نجم عن العمليات العسكرية التركية في عفرين بشمال سوريا من انتهاكات بحق المدنيين السوريين وتعريضهم لعمليات نزوح واسعة ومخاطر إنسانية جسيمة

3) العمل السريع من أجل الكشف عن مصير المخطوفين وإطلاق سراحهم جميعا، من النساء والأطفال والذكور، لدى قوات الاحتلال التركية ولدى الفصائل المسلحة المتعاونة مع الأتراك، ودون قيد أو شرط. وإلزام قوى الاحتلال بتوفير تعويض مناسب وسريع جبرا للضرر اللاحق بضحايا الاختطاف والإخفاء القسري.

4) العمل السريع من أجل الكشف الفوري عن مصير المفقودين، والإعلان عمن بقي حيا أو من تم قتله وتصفيته لأسباب سياسية، أو غير سياسية.

5) تشكيل لجنة تحقيق قضائية مستقلة ومحايدة ونزيهة وشفافة بمشاركة ممثلين عن الفيدرالية السورية لحقوق الإنسان والمنظمات المدافعة عن حقوق الإنسان وحقوق المرأة في سورية، تقوم بالكشف عن جميع الانتهاكات التي تم ارتكابها في عفرين وقراها منذ بدء العدوان التركي في أواخر كانون الثاني2018 وحتى الآن , وعن المسؤولين من قوى الاحتلال  الذين تسببوا  بوقوع ضحايا ( قتلى وجرحى ), من أجل إحالتهم إلى القضاء المحلي والإقليمي والدولي ومحاسبتهم

6) دعوة المنظمات الحقوقية والمدنية السورية، للتعاون من أجل تدقيق وتوثيق مختلف الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها القوات المحتلة التركية في عفرين وقراها منذ بدء العدوان التركي في أواخر كانون الثاني2018 وحتى الآن، من أجل بناء ملف قانوني يسمح بمتابعة وملاحقة جميع مرتكبي الانتهاكات، سواء أكانوا أتراكاً أم سوريين متعاونين معهم، كون بعض هذه الانتهاكات ترقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية وتستدعي إحالة ملف المرتكبين للمحاكم الجنائية الدولية والعدل الدولية.

7) عودة المدنيين النازحين والفارين من أهالي عفرين وقراهم، وإزالة كافة العراقيل أمام عودتهم إلى قراهم ومنازلهم وضرورة تأمين تلك الطرق، وضمان عدم الاعتداء عليهم وعلى أملاكهم، وإزالة الألغام. وبالتالي تمكين أهالي عفرين اقتصاديا واجتماعيا بما يسمح لهم بإدارة أمورهم.

8) دعوة الهيئات والمؤسسات الدولية المعنية لتلبية الاحتياجات الحياتية والاقتصادية والإنسانية لمدينة عفرين وقراها المنكوبة ولأهالي عفرين المهجرين، وإغاثتهم بكافة المستلزمات الضرورية.

9) العمل الشعبي والحقوقي من كافة المكونات الأصلية من أهالي عفرين من أجل مواجهة وإيقاف المخاطر المتزايدة جراء ممارسات قوات الاحتلال العنصرية التي اعتمدت التهجير القسري والعنيف والتطهير العرقي، والوقوف بشكل حازم في وجه جميع الممارسات التي تعتمد على تغيير البنى الديمغرافية تحقيقا لأهداف ومصالح عرقية وعنصرية وتفتيتية تضرب كل أسس السلم الأهلي والتعايش المشترك.

تاريخ 20/1/2019

المنظمات والهيئات المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في سورية، الموقعة :

1.  التحالف النسوي السوري لتفعيل قرار مجلس الأمن 1325.

2.  شبكة الدفاع عن المرأة في سورية (تضم 57هيئة نسوية سورية و60 شخصية نسائية مستقلة سورية).

3.  الفيدرالية السورية لمنظمات وهيئات حقوق الإنسان (وتضم91 منظمة ومركز وهيئة داخل سورية).

4.  لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية ( ل.د.ح ).

5. المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية.

6. اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد).

7. المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية.

8. منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف.

9. المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سورية DAD)).

10. الشبكة السورية للمدربين على حقوق الإنسان.

11. منظمة الدفاع عن معتقلي الرأي في سورية- روانكة.

12. الفريق الوطني السوري الخاص بالمراقبة على الانتخابات.

13. الشبكة الوطنية السورية للسلم الأهلي والأمان المجتمعي.

14. التحالف السوري لمناهضة عقوبة الإعدام(SCODP)

15. المنبر السوري للمنظمات غير الحكومية (SPNGO)