في هجين… قصة مقاتل حرقت داعش منزله مع ذكرياته

بعد أن حرر منزله جاء مرتقباً ومتوتراً بعينيه المحدقتين في ما يراه من ذكرياته بين عائلته قبل أن تحتل داعش مناطقهم, وهي مهترئة هشة لم يبقَ منها سوى الرماد والأعمدة, لكنه كان متفائلاً بترميم منزله وبذكريات أجمل, معاهداً على تحرير منطقته من براثن إرهاب داعش.

داعش فجّرت منزله لأنه مقاتل في صفوف ق س د

زيد الهجيني “هجيني الأصل” انضم إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية بعد أن فر من مرتزقة داعش في عام 2016 من هجين التي تقع في الريف الشرقي لمدينة دير الزور، وتعتبر آخر معاقل مرتزقة داعش في شمال وشرق سوريا، وتشهد في هذه الأوقات معارك عنيفة وشرسة بين قوات سوريا الديمقراطية والمرتزقة.

وبعد أن حررت قوات سوريا الديمقراطية الجزء الذي يضم منزل المقاتل زيد من مرتزقة داعش في هجين, توجه زيد برفقة أصدقائه إلى منزله ليعرفهم به, فكانت الصدمة مفاجئة, المرتزقة عمدوا إلى تدمير منزله، فكانت تلك الأعمدة تزين المنزل المهدوم بعد أن فخخه مرتزقة داعش كونه منضم إلى صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

رغم الجولة المخيفة نتيجة للألغام الكثيفة التي زرعها مرتزقة داعش إلا أن زيد كان يرغب برؤية المزيد مما احترق من منزله, فكان دفتر عائلة زيد وألبوم صغير من صوره مع عائلته في قاع الأرض نصفه محترق والنصف الآخر مهترئ  ولا يقدر  زيد على التمعن به ليسترجع ذكرياته.

عمد مرتزقة داعش إلى زرع الألغام وبشكل كثيف في كل زاوية ومنزل في مناطق هجين لعرقلة تقدم المقاتلين والوقوف في وجه المدنيين الذين يتجهون صوب قوات سوريا الديمقراطية, ولضمان العبور الآمن للمدنيين وقوات سوريا الديمقراطية تقوم الفرق الهندسية الخاصة بتفكيك الألغام وإبطال مفعولها وبحساسية عالية ليتم تحرير المدنيين من داعش.

انتظر زيد طوال عامين وكل دقيقة منهما كانت بمثابة عام يمر عليه وهو لم يرَ أهله, ويقول زيد وهو ينظر إلى بيته “عندما سمعت بأن قسد ستلبي أمنياتي هبت في داخلي النخوة لأتشجع وأدافع عن أرضي وأهلي المتبقين تحت ظلم داعش، وأكون أحد المقاتلين في الجبهات الأمامية لأساعد في تحرير المدنيين الفارين من داعش الذين استخدمتهم كدروع بشرية لتحمي نفسها من عزيمتنا وإصرارنا على الحرية”.

يراجع زيد ذكرياته مع أهله بالقول “أنا اليوم في منزلي الذي قضيت فيه أجمل الأوقات والمراحل الصعبة، رغم إمكانياتنا الضئيلة ونحن نعيش أجمل الأيام فيه, ومع دخول داعش إلى مناطقنا تراجعت المناطق إلى ما قبل خمسة آلاف عام قبل الميلاد، داعش كانت تمارس أبشع أساليب التعذيب والاضطهاد والممارسات الوحشية التي لم يسلم منها لا الصغير ولا الكبير ولا النساء”.

‘من سمع ليس كمن رأى‘

ويضيف زيد، إلى حديثه عما كانت تروج له داعش حول قوات سوريا الديمقراطية، ووصفها بأنها قوات إرهابية يحتلون ويقتلون وينهبون وذلك، لمنع الأهالي من الخروج إلى المناطق المحررة من قبل ق س د، ويقول “لكن أنا رأيت في ق س د الشيء المختلف عما كانت تروج له داعش، فمن سمع ليس كمن رأى”.

وفي ختام حديثه يقول زيد الهجيني “اليوم أنا مقاتل أحمل سلاحي وجعبتي منخرطاً في الخطوط الأمامية لأدافع عن جميع الأهالي المحاصرين، ودحر الظلم عن شعوبنا التي ذاقت ضنك الحياة خلال الأعوام الماضية لأحرر دير الزور، ونحرر في القريب العاجل قرية السوسة وأبو الحسن ونبشر أهالينا المتواجدين فيها باقتراب يوم الحرية”.

وتجدر الإشارة إلى أن قصة المقاتل زيد واحدة من آلاف القصص التي حدثت في تلك المناطق، فمرتزقة داعش كانوا يقومون بإعدام كل من كان يحاول الهروب من مناطقهم، ويدمرون أو يستولون على أملاك من انضموا لقوات سوريا الديمقراطية أو يحرقونه

شاهد أيضاً

آفيستا خابور رمز مقاومة العصر

 عفرين- رفضت الاستسلام أمام حياة الرفاهية والرضوخ للعادات والتقاليد كامرأة عابرة. وهي في سنٍ صغيرة تأثرت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *