الرقة بعد إشراق الشمس عليها من جديد

 ريفان عكيد

في بداية الحملة مدينة الرقة كنت انا من المنضمين لتلك الحملة و التي كان الهدف منها هو تحرير الشعب من جهة ومن جهة اخرى من اجل المرأة التي كانت تتعرض لأبشع طرق التعذيب التي كان المرتزقة يقومون بها من القتل والسلب و الاغتصاب واجبارها على القيام بأشياء لا يقبلها أي مجتمع و في حال عدم قيامها بما كان يطلب منها، فأنها كانت تتعرض للجلد و السجن و لهذا كان لابد من تحرير تلك المدينة التي كانت صرخات النساء و الاطفال تتصاعد فيها  و كان لابد من تحرير الشعب الذي ضاق الخناق عليهم . في بداية الحملة كنا في غاية السعادة و كانت معنوياتنا عالية جداً لأننا سنحرر الشعب في الرقة و من جهة اخرى كنا نعلم بانه تحرير المدينة لن يكون سهلاً وانه سيكون الثمن غالياً و ان هناك الكثير من المصاعب التي سنتعرض لها إلا أننا لم نكن نفكر بشيء سوى تقوية أرادتنا وإنه مهما سيحصل فانه يجب علينا تحرير الشعب و انه لن نتراجع عن الهدف الذي وضعناه امامنا و عند البدء بها كانت الاشتباكات حادة بيننا و بين المرتزقة و كان هناك صعوبات لأنه المرتزقة كانوا يزرعون المتفجرات في كل مكان، كانت مدينة الرقة عبارة عن مدينة مفخخة إلا أن ذلك لم يكون سباباً كافياً بالنسبة إلينا من أجل إيقاف الحملة و إنما زاد فينا الإصرار من أجل تحريرها بسرعة كبرى. كان يجب علينا التفكير بتكتيكات جديدة من أجل أن نستطيع النصر في الرقة و في المجموعات التي كنت فيها كانت مؤلفة من الرفيقات و كل يوم كنا نتقدم اكثر فاكثر ، كنا نمشي تدريجياً من أجل أن لا يتعرض المدنيين لأي اضرار ، و عندما كنا نحررهم كانوا يقولون لنا أين كنتم كانت أعيننا تترقبكم من أجل أن تحرروننا، و كان المدنيين يساعدوننا في إيجاد السجون التي كانوا يسجنون النساء و الأطفال فيها و يخبروننا عن الكثير من الأشياء التي كانت عوننا لنا في التحرير، كلما كنا نقترب كانوا يزرعون الألغام و يهربون كانوا يخافون منا كانوا يهابون صوت المرأة و لم يكون لديهم مكان ليهربوا إليه و عندما حاصرناهم هربوا بواسطة الانفاق التي اجبروا المدنيين على حفرها لهم و لانهم كانوا يعلمون بانهم في يوماً ما سيخرجون منها و استطعنا تحرير الرقة. صحيحاً بإننا وهبنا الرقة الكثير من الأبطال إلا أننا في النهاية استطعنا تحريرها و لأننا كنا نعلم بانه سيكون الثمن غالياً ، كان أروع اللحظات التي كانت تدفعنا لإكمال مسيرة التحرير هي لحظات الفرحة التي كانت تغمر الأهالي و إحراقهم للألبسة السوداء التي كانوا مجبرين على ارتدائها و النساء عندما كانوا يروننا كانوا يبكون من شدة الفرح ، فرحة التحرير كانوا يرون فينا الحرية التي كانوا يبحثون عنها و الفرص التي كانوا يحلمون بها ، كانوا كالعصافير التي في الاقفاص التي تترقب اليوم الذي ينفتح فيه باب القفص من أجل أن تحلق بعيداً لأن المرأة في الرقة هي التي كانت تتعرض للظلم من داعش و خلال عدة أيام من التحرير استشهد عدد من المدنيين الذين كان المرتزقة قد زرعوا الالغام في بيوتهم و سياراتهم و محلاتهم . المرتزقة كانوا يقولون بانهم هناك من أجل تحرير الشعب إلا أن ذلك ليس صحيحاً لأنه وخلال فترة بقائهم في الرقة كان الشعب يخاف من الخروج من منازلهم و كان هدفهم هو إخافة الشعب و تطبيق الأحكام عليهم بحجة الدين والإسلام و كسر إرادة المرأة فيها و لكن الأن و بعد تحرير الشعب هناك فرق كبير بين الفترة التي كان داعش يحكمها و الفترة التي اصبح الشعب يدير نفسه بنفسه و بات يعرف كيف يتنفس .

و نحن كوحدات حماية المرأة لعبنا دوراً كبيراً في تلك الحملة لأنه في أغلب البلدان حول العالم لم يكن هناك اعترافات بقوة المرأة و إرادتها و أنما كان يقال عنها بأنها ضعيفة و لا تستطيع حمل السلاح او المحاربة به إلا أننا و كوحدات حماية المرأة اثبتنا لكل العالم قدرة المرأة الحقيقة و الإرادة و الجسارة التي تتمتع بها من اجل الدفاع عن حقوقها او المطالبة بها و اثبتنا ما هي المرأة و حقيقة ما تستطيع فعله في الكثير من الحملات و اثبتت نفسها من الناحية العسكرية و السياسية و الإيديولوجية و عرفت نفسها للمجتمع الذي يدعي معرفتها و عرفت نفسها بصورة المرأة الحرة القوية الجسورة التي لا تهب الصعاب و المقاومة الى أبعد الحدود . كانت مدينة الرقة هي المركز الرئيسي و معقل المرتزقة إلا أن المرأة بإرادتها استطاعت تحريرها و لعبت دورها البارز في تلك الحملة و استخدمت كافة الأسلحة الثقيلة والخفيفة في الخطوط الأولى و انتصارنا كان لأننا كنا نعتمد على فكر و فلسفة القائد العظيم آبو و كفاحنا و مقاومتنا سيستمر لأننا اصحاب فلسفة و فكر خالد .

كان لانتصارنا تأثير كبير على العالم لأنهم كانوا يعلمون بأنه لا أحد يستطيع التصدي للمرتزقة إلا اأننا نحن فقط من استطعنا القيام بتلك الحملة و التي كانت للأهالي بمثابة النور الذي ينير الظلام  لانهم كانوا يعرفون بان الكل تخلوا عنهم إلا اننا لم نستطع ان نقوم بذلك وكنا نحن المنقذين لهم . بعد مدة تشكلت المجالس و انفتحت المدارس من جديد و اصبح  لدى الشعب الارادة من اجل القيام بحماية مدينتهم من اجل النهوض بمدينتهم و اصلاح الاضرار التي تعرضت لها و استطاعوا و خلال مدة قصيرة من اعادة الامن و الهدوء تدريجياً إليها و المرأة العربية أيضاً لعبت دوراً هاما فيها و اصبحت وحدات حماية المرأة مكانا يقصده الفتيات العرب من أجل أن يستطعنّ تحرير أنفسهنّ و الهروب من الواقع المفروض عليها كامرأة عربية و عيها تتبع العادات و التقاليد و اصبحت تود هي أيضاً أن تقاتل ضمن الوحدات من أجل أن تعرف تحرر نفسها و تحرر النساء اللواتي في مجتمعها و التي تعلم هي أنه يجب أن يتم تحريرهم في أقرب فرصة و الشباب أيضاً التحقوا بقوات حماية الشعب لأنهم أيضاً عندما رؤاه الحياة الحرة كانوا يتأثرون و ينتسبون الى الوحدات .

بنفش دانيز أندوق

كان هدفنا هو تحرير الشعب العربي من مرتزقة داعش واستطعنا النصر بسب الروح الطليعية التي كانت تتمتع بها كل عضو من أعضاء وحدات حماية المرأة  و التي تعرف بدورها و جسارتها في محاربة المرتزقة الذين يريدون إبادة المرأة و يريدون أن تكون المرأة عبدة لديهم و ليس كأنها متكافئ مع الرجل . في حملة الرقة كنا نحارب في مجموعات كانت روحنا واحدة كنا متحدين و كانت معنوياتنا عالية و على الرغم من الشهادات و الجروح التي كانت في صفوفنا  إلا أننا كنا نقاوم من دون التوقف و لو للحظات لأننا كنا نعلم بأنه هناك الكثير من النساء ينتظرون مجيئنا إليهم و تحريرهم ، عندما نقول وحدات حماية المرأة فانه لا يوجد أي شيء يشبه المقاومة و النضال الذي بين رفوفها و بروز الروح العاشقة للحياة الحرة فيها. كان تواجدنا في الحملة  كوحدات حماية المرأة و الشعب يشكل انتصاراً بحد ذاته  ،  كان لا بد على  المرأة ان تكون طليعية من أجل تحقيق الحياة الحرة التي تسعى إليها و من أجل تخليص كافة النساء من الذهنية التي زرعها داعش بينهم  و تخليصها من الظلام الحالك التي كانت مجبرة على العيش فيه . الانتصار في الرقة كان حدث تاريخي لا يشبه أي منطقة محررة أخرى لأنها  مدينة ذات استراتيجية كبيرة بالنسبة الى داعش و كانت المرتزقة دائماً يستعدون من أجل القتال معنا  و كانت لديهم الكثير من التحضيرات من أجل محاربتنا ، إلا أننا انتصرنا عليهم رغم كل شيء فعلوه و استطعنا كسب محبة الشعب العربي لنا و أنظم  الكثيرون من المكون العربي إلينا سواءً الفتيات او الشباب لأنهم باتوا يعرفنا و يعرفون الأهداف التي نحارب من أجلها ، صحيحاً أنه الثمن كان غالياً إلا أن النتائج أيضاً كانت جيدة و استطعنا من أن نحرر الأهالي فيها و إعادة الأمن و الاستقرار إليها من جديد .

بريفان نومان

كنت منضمة الى حملة الرقة ضمن صفوف وحدات حماية المرأة كان لنا دور كبيرة في الانتصار بحملة الرقة ،لأننا كوحدات كنا يضاً نحارب الى جانب رفاقنا الأخرين في هذه الحملة التي تعتبر بمثابة فتح لمدينة مخيمة عليها الظلام منذ عدة سنوات و كان لابد من وضع حد لانتهاكات المرتزقة و إيقافهم عند حدهم ، لأنهم يظلمون المرأة و يجلدونها و يرجمونها و يخطفون النساء الى أماكن مجهولا ،لا احد يعلم الى اين يأخذونهم و يغتصبونهم و يبيعون النساء الى بعضهم من أجل المتاع و لا أحد كان يستطيع أن يقف في وجههم أو يقول لهم ماذا تفعلون ،كانوا يفعلون كل شيء يحلو لهم  باسم الدين و الإسلام و الشريعة  و كانت عقوبة الذين يعاصونهم هي قطع الرأس و يسجنون الشباب بحجة الكفر او فعل الاشياء المستعصية  و يأخذون الأطفال من أجل تحريضهم على أمهاتهم و أخواتهم و تدريبهم بالغصب للمحاربة في صفوفهم  ، فكان لا بد من تنظيف الرقة باعتبارها معقل كبير للمرتزقة.

كان هدفنا الرئيسي و الاساسي هو أن نحرر المدينة و ننظفها من دنسهم و نحرر المرأة التي عاشت الويلات في فترة بقاء المرتزقة فيها و لذلك انضممنا الى الحملة تحت راية وحدات حماية المرأة من أجل الدفاع عن كل النساء المظلومات و إعادة النساء الإيزيديات اللواتي تم اقتيادهن و خطفهن من سنجار و أحضارهن الى مدينة الرقة و الترويج للإسلام بشكل خاطئ و التحدث باسم الدين و بذريعة نشر فكر الإسلام .  كان لوحدات الحماية دور كبير و بارز في الحرب و دافعت  الوحدات عن وجود كل امرأة تتوق الى أن تتحرر من أيدي المرتزقة  . عندما كنا نحارب في الرقة كان المجتمع العربي يتأثر بنا كثيراً و خاصةً أهالي المدينة و لأنهم لم يألفوا أن يرو امرأة تحمل السلاح و تحارب ضد المرتزقة كداعش و غيرهم من الإرهابين ، فهم كانوا يرون المرأة بأنها ناقصة و بأنها شرف العائلة و بأنها لا يجب أن تدرس و كانوا يحرمونها من أبسط حقوقها و لكنهم و بعد رؤية النساء اللواتي  يحاربنا ضمن وحدات حماية المرأة كانت تتغير نظرتهم الى المرأة كثيراً و حتى أنه يوجد الكثير من النساء العرب  انضموا بعد تحرير مدينة الرقة الى وحدات حماية المرأة و أيضاً الى القطاعات الأخرى و بدأت المرأة تدخل في كافة المجلات السياسية و الإدارية و العسكرية و تنهض بالمدينة الذي كان الأسود هو ردائها و لكن و بعد مجيئ وحدات حماية المرأة أصبحت المرأة تعرف قيمتها و قدرتها التي هي قادرة على القيام بها و أصبحت الرقة مكاناً يعود إليها الرونق من جديد .

شاهد أيضاً

ارتقاءُ كوكَبةٍ من مقاتلينا شُهداءَ في هَجَماتٍ مختلفة بدير الزور والحسكة

ارتقى عدد من مقاتلينا شهداء، في استهدافات مختلفة من قبل أطراف معادية تعمل على نشر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *